[ 785 ] مسألة 42 : يكره للحائض الخضاب بالحِنّاء أو غيرها (2)
ـــــــــــــــــــــــــــ ما يكره للحائض : الخضاب
(2) لما ورد في جملة من الرّوايات من أنّ الحائض لا تختضب ، منها رواية عامر بن جذاعة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال «سمعته يقول : لا تختضب الحائض ولا الجنب» (1) ومنها رواية أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) : «سألته عن الحائض هل تختضب ؟ قال : لا ، يخاف عليها الشيطان عند ذلك» (2) ، ومنها ما رواه أبو بكر الحضرمي عن أبي عبدالله (عليه السلام) : «سألته عن الحائض هل تختضب ؟ قال : لا ، لأ نّه يخاف عليها الشيطان» (3) ومنها غير ذلك من الرّوايات (4) .
وفي قبـالها جملة من الرّوايات(5) دلّت على الجواز ، عمـدتها موثقة سَماعة ، قال «سألت العبد الصالح (عليه السلام) عن الجنب والحائض أيختضبان؟ قال: لا بأس»(6) فلا ينبغي الإشكال في جواز الخضاب على الحائض بمقتضى الموثقة وإن تمّت الأخبار الناهية من حيث السند أو قلنا بالتّسامح في أدلّة السنن حملناها على الكراهة جمعاً بين الطائفتين ، وإن لم يتم سندها كما هو الواقع لضعفها في جملة منها ولم نقل بالتّسامح في أدلّة السنن التزمنا بالجواز من دون كراهة .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 2 : 354 / أبواب الحيض ب 42 ح 7 .
(2) الوسائل 2 : 353 / أبواب الحيض ب 42 ح 4 .
(3) الوسائل 2 : 353 / أبواب الحيض ب 42 ح 3 .
(4) الوسائل 2 : 354 / أبواب الحيض ب 42 ح 8 ، 223 / أبواب الجنابة ب 22 ح 11 و 12 .
(5) الوسائل 2 : 352 و 353 و 354 / أبواب الحيض ب 42 ح 1 و 2 و 5 و 6 .
(6) الوسائل 2 : 354 / أبواب الحيض ب 42 ح 6 .
ــ[474]ــ
وقراءة القرآن ولو أقلّ من سبع آيات (1) ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما عن الشيخ المفيد (1) (قدس سره) من تعليل كراهة الإختضاب على الحائض بأ نّه يمنع وصول الماء إلى البشرة فهو ممّا لا ينبغي صدوره من مثله من المحققين ، وذلك لأنّ اللّون ليس جسماً حتّى يمنع عن وصول الماء إلى البشرة ، وإلاّ لم يجز الخضاب للمكلّفين بأجمعهم لإبتلائهم بالغسل والوضوء وهو مانع عن صحّتهما . هذا وعلى تقدير التسليم فما أفاده (قدس سره) يقتضي تحريم الخضاب لمنعه عن الغسل والصّلاة لا أ نّه يقتضي الكراهة كما هو واضح .
كراهيّة قراءة القرآن
(1) ناقش صاحب الحدائق (قدس سره) في كراهته (2) ، ولكن الصحيح هو الكراهة بناءً على التّسامح في أدلّة السنن ولا سيما في المكروهات ، لورود النهي عن قراءة الحائض القرآن في ثلاث روايات :
الاُولى : ما عن دعائم الإسلام عن علي (عليه السلام) : «قال : لا تقرأ الحائض قرآناً ولا تدخل مسجداً» (3) .
الثّانية : ما عن دعائم الإسلام عن أبي جعفر (عليه السلام) : «قال : إنّا نأمر نساءنا الحُيّض أن يتوضأن عند وقت كلّ صلاة ... ولا يقربن مسجداً ولا يقرأن قرآناً» (4) .
الثّالثة : ما عن هداية الصدوق عن علي (عليه السلام) : «سبعة لا يقرؤون القرآن : الرّاكع والسّاجد وفي الكنيف وفي الحمام والجنب والنّفساء والحائض» (5) .
وهي ضعيفة الأسناد ، لكنّها بناءً على قاعدة التّسامح تقتضي الكراهة ، والوجه فيما
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقنعة : 58 / في الحيض .
(2) الحدائق 3 : 276 / في الحيض .
(3) المستدرك 2 : 26 / أبواب الحيض ب 27 ح 1 .
(4) المستدرك 2 : 27 / أبواب الحيض ب 27 ح 3 .
(5) المستدرك 2 : 27 / أبواب الحيض ب 27 ح 4 .
|