ــ[1]ــ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدّمة الكتاب
الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على أشرف بريّته محمّد وآله الطيِّبين الطاهرين ، واللّعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين . وبعد :
فهذا هو الجزء الأوّل من كتابنا ( التنقيح ) في شرح العروة الوثقى ، وهو دراسات في الفقه الجعفري وفّقت لاستيعابها ، وتحريرها من أبحاث سيِّدنا الاُستاذ ، فقيه الاُمّة في جامعة الشريعة ، المفسِّر الكبير ، قبلة الفضلاء المشتغلين ، آية الله العظمى في العالمين ، من ألقت إليه زعامة الدراسة أزمّتها ، ونقّح مسائل العلوم ، وأبان غوامضها ، وأحاط بكنهها : اُصولها وفروعها ، المولى المعظّم ، والمحقِّق الورع التقيّ « السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي » متّع الله المسلمين عامّة ـ والمحصِّلين خاصّة ـ بشريف وجوده .
وقد جعل ( أدام الله أظلاله ) محور بحثه الشريف كتاب « العروة الوثقى » للفقيه الأعظم والنيقد المقدّم السيِّد محمّد كاظم الطباطبائي ( قدّس سرّه ) لاشتماله على فروع مهمّة ، ومسائل كثيرة تعم بها البلوى ربّما لا تجدها في غيره ، ولا يزال هو المدار الوحيد في عصرنا هذا في البحث والتعليق والإفتاء عند فقهائنا الأعلام كثّر الله أمثالهم .
وبدأ من كتاب الطّهارة ، لأنّ مباحث الاجتهاد والتقليد وفروعهما قد تكرّرت منه ( دام ظلّه ) في المباحث الاُصوليّة . ولعلّنا نعود إلى تحرير فروعهما في زمن آخر غير بعيد إن شاء الله . وقد جاءت محاضراته القيِّمة شرحاً تفصيليّاً للكتاب ، وهي تقع في أجزاء متسلسلة يلقيها سيِّدنا الاُستاذ فتُكتب ثمّ تُنشر .
ــ[2]ــ
ثمّ إنِّي راعيت في ضبطها ـ جهد الإمكان ـ التحفّظ على نكات البحث ودقائقه من غير زيادة ولا نقصان ، واتّبعت سلاسة البيان لئلاّ يستعصى فهمها فيستشكل ، أو يؤخذ على غير وجـهها فيستغرب ، وربّما بالغتُ في البسط والتوضيح حذراً من الإغلاق ، وأفردت ما خطر ببالي القاصر في صحائف مستقلّة لعلّ التوفيق يساعدني على نشرها في مستقبل الأيّام .
وقد جرى ديدن المؤلِّفين على أن يهدوا مجهودهم إلى عظيم من عظماء عصرهم ، أو زعيم نحلتهم ، وإذ نحن لا نجد أعظم من وليّ أمرنا المغيَّب ( عجّل الله فرجه الشريف ) ، فمن الجدير جدّاً أن نرفع إلى ساحته المقدّسة هذا المجهود الضّئيل مترنّماً بقوله سبحانه : (يا أيُّها العزيز مسّنا وأهلنا الضرّ وجئنا ببضاعة مُزجاة فأوف لنا الكيل وتصدّق علينا ـ بقبولها ـ إنّ الله يجزي المتصدِّقين ) .
وأسـأله تعـالى بحقّ مَنْ نحـن في جـواره صلوات الله وسلامه عليه ، أن يمـدّني بتوفيقاته لإتمام هذا المجهود خدمة للعلم وأهله ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وذخراً ليوم فقري (يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم ) ، وينفعني به وزملائي الأفاضل المثقّفين ، فإنّه خير موفِّق ومعين ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
المؤلف
ـ[3]ــ
كتاب الطّهارة
|