الروايات الدالّة على طهارة الماء
أمّا ما يستفاد منه طهارة الماء في نفسه فهو طوائف من الأخبار يمكن دعوى تواترها إجمالاً ، وإليك بعضها :
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المائدة 5 : 6 .
ــ[13]ــ
منها : ما دلّ على أن الماء كلّه طاهر حتى تعلم أ نّه قذر (1) فإنّه يدل على طهارة الماء في نفسه ، سواء قلنا بدلالته على حكم واحد وهو الطهارة الواقعية الثابتة على الماء في نفسه أو الطهارة الظاهرية الثابتة عليه حال الشكّ في طهارته ، أم قلنا بدلالته على كلا الحكمين وأنّ الطهارة ثابتة على الماء واقعاً ، وهي محكومة بالاستمرار ظاهراً إلى زمان العلم بقذارته بالاستصحاب أو بقاعدة الطهارة على الخلاف في مفاده ، وعلى كل يدل على أن الماء طاهر ، وغاية ما هناك أ نّه على تقدير كونه ناظراً إلى إثبات الطهارة الواقعية على الماء يدل على طهارته بالمطابقة ، وعلى تقدير أ نّه متكفّل لبيان الطهارة الظاهرية في الماء يدل على طهارته بالالتزام .
ومنها : ما دلّ على أن الماء إذا بلغ قدر كر لا ينجّسه شيء (2) والوجه في دلالته على طهارة الماء أ نّه لو لا طهارة الماء في نفسه لم يبق معنى لقوله (عليه السلام) لا ينجسه شيء على تقدير بلوغه قدر كر ، فإن النجس لا يتنجس ثانياً والتنجس من طوارئ الأشياء الطاهرة .
ومنها : ما دلّ على أن الماء يطهِّر ولا يُطهَّر (3) .
ومنها : كل رواية دلّت على تطهير الأواني والألبسة وغيرهما من المتنجسات بالماء(4) ، لدلالتها على طهارة الماء في نفسه إذ لا يمكن تطهير المتنجس بالنجس .
ومنها : ما دلّ على أن ماء البئر واسع لا يفسد شيء (5) والوجه في دلالته واضح ، إذ مع نجاسة الماء في نفسه لا معنى لقوله (عليه السلام) لا يفسده شيء ، لما عرفت من أن النجس لا يتنجّس ثانياً .
ومنها : ما دلّ على أن بني إسرائيل كانوا إذا أصاب أحدهم قطرة بول قرضوا
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 1 : 134 / أبواب الماء المطلق ب 1 ح 5 و ص : 142 ب 4 ح 2 .
(2) الوسائل 1 : 158 / أبواب الماء المطلق ب 9 ح 2 .
(3) الوسائل 1 : 134 / أبواب الماء المطلق ب 1 ح 6 .
(4) الوسائل 3 : 397 / أبواب النجاسات ب 2 ح 1 .
(5) الوسائل 1 : 170 / أبواب الماء المطلق ب 14 ح 1 .
ــ[14]ــ
لحومهم بالمقاريض وقد وسّع الله تعالى عليكم بأوسع ما بين السماء والأرض ، وجعل لكم الماء طهوراً (1) ودلالته على طهارة الماء ظاهرة .
ومنها : غير ذلك من الأخبار ، كما لا تخفى على المتتبع الخبير .
|