اعتبار الاتصال في الاعتصام
(1) بأن ينفصل الخارج عن المادّة ، كما مثّل به بقوله : فلو كانت المادّة . فإنّه إذا انفصل عنها فالمياه المجتمعة المنفصلة عن مادتها غير البالغة حدّ الكر ماء قليل ينفعل بملاقاة النجاسة لا محالة . نعم ، القطرة المتصلة بالمادّة محكومة بالاعتصام ما لم تنفصل عنها ، كما أشار إليه بقوله : نعم ، إذا لاقى ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 3 : 395 / أبواب النجاسات ب 1 ح 3 ، 4 ، 7 .
ــ[111]ــ
[ 94 ] مسألة 4 : يعتبر في المادّة الدوام فلو اجتمع الماء من المطر أو غيره تحت الأرض ، ويترشح إذا حفرت لا يلحقه حكم الجاري (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والوجه فيما ذكرناه أن ظاهر قوله (عليه السلام) في صحيحة ابن بزيع «لأن له مادّة» أن يكون للماء مادّة بالفعل بأن يتصل بها فعلاً ، وأمّا ما كان متصلاً بها في وقت مع انفصاله عنها بالفعل فهو خارج عن مدلول الرواية كما عرفت . هذا في الانفصال بالطبع وكذلك الحال في الانفصال بالعرض كانسداد المنبع من اجتماع الوحل والطين لأ نّه لانفصاله عن المادّة محكوم بعدم الاعتصام ، وقد أشار إليه الماتن في المسألة الخامسة كما يأتي .
(1) الظاهر أن مراده بالدوام على ما يساعد عليه تفريعه بقوله فلو اجتمع ... كون المادّة طبيعية موجبة لجريان الماء على وجه الأرض بطبعها ، وأمّا المادّة الجعلية الموجبة لجريان الماء ورشحه بالجعل دون الطبع فهي غير كافية في الاعتصام ، كما إذا جعلنا مقداراً من الماء في أرض منخفضة الأطراف ، أو اجتمع فيها ماء المطر ، فإنّه يوجب الرشح في جوانبها وجريان الماء لا محالة إلاّ أ نّها غير عاصمة ، وذلك لأن ظاهر قوله في صحيحة ابن بزيع : «لأن له مادّة» أن يكون للماء مادّة متصلة فعلاً يجري الماء عنها بطبعها . فالجعلية أو غير المتصلة منها لا تصدق عليها المادّة الفعلية كما هو ظاهر .
|