ــ[34]ــ
كما أنّ الخطور القلبي لا يضرّ(1) خصوصاً إذا كان بحيث يتأذّى بهذا الخطور(2) وكذا لا يضرّ الرياء بترك الأضداد (3) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحبّ أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك» (1) . وقد دلّ ذيلها على أ نّه لو فعل الخير لغاية المعرفة فحسب بطل ، لفقد قصد القربة حينئذ كما هو ظاهر .
(1) لعدم منافاته مع الاخلاص المعتبر في صحة العبادة والانبعاث عن محض قصد الامتثال ، بل هو من وساوس الشيطان كما جاء في بعض الأخبار(2) .
(2) فانّ هذا التأذّي كاشف قطعي عن بلوغه مرتبة راقية من الخلوص وموجب لتأكد إضافة العمل إلى المولى سبحانه وتعالى .
(3) كما لو كان في مجلس يتكلم أهله بما يرجع إلى اُمور الدنيا ، فأعرض عنهم وترك مجالسـتهم مظهراً أ نّه لا يحب اللغو والخوض في غير اُمور الدين فكان مرائياً في هذا الابتعاد والانفصال وقد تشاغل حينئذ في الصلاة ، فانّه لا موجب لفسادها ، لعدم تعلق الرياء بها ، بل بترك ضدّها ـ وهو الاشتراك في ذاك المجلس ـ الذي هو أمر آخر مقارن مع الصلاة ، ولم يكن متّحداً معها .
وقد تحصّل من جميع الأقسام المتقدِّمة : أنّ الخصوصية المراءى فيها إن اتّحدت خارجاً مع العبادة كالصلاة جماعة أو أوّل الوقت أو في المسجد ، بحيث كانت النسبة بينهما نسبة الطبيعي إلى أفراده ، بطلت إذ الاتحاد يستوجب السراية لا محالة ، ومن البيِّن أنّ الحرام لا يكون مصداقاً للواجب .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 1 : 75 / أبواب مقدمة العبادات ب 15 ح 1 .
(2) الوسائل 1 : 107 / أبواب مقدمة العبادات ب 24 ح 3 .
|