ــ[227]ــ
فصل
[ في ماء الحمّام ]
ماء الحمّام بمنزلة الجاري بشرط اتصاله بالخزانة (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماء واحد وهو معتصم . وأمّا إذا رسب المطر في السطح لا إلى تمامه بل إلى نصف قطره ، وانقطع بعد ذلك ثم رسب في النصف الآخر ثم وكف فهو محكوم بالنجاسة لا محالة ، لأن القطرة الملاقيـة للسقف بعد انقطاع المطر عنها ماء قليل فيحكم عليها بالانفعال ، إما لنجاسة السقف أو لنجاسته ونجاسة السطح معاً . وبما تلوناه في المقام يظهر الحال في باقي الفروع المذكورة في المتن فليلاحظ .
فصل في ماء الحمّام
(1) قد وقع الخلاف في اعتصام ماء الحمام مطلقاً أو بشرط بلوغ مادته كراً أو غير ذلك على أقوال أربعة :
الأوّل : ما ذهب إليه المشهور من اشتراط اعتصام ماء الحمام ببلوغ مادته كراً في نفسها .
الثاني : عدم اشتراطه بشيء وأنه ماء معتصم بلغت مادته كراً أم لم تبلغه ، وهذان القولان متقابلان بالسلب والايجاب الكليين .
الثالث : التفصيل بين ما إذا بلغ مجموع مادته وما في الحياض الصغار كرّاً فيعتصم وما إذا لم يبلغه مجموعهما فيبقى على عدم الاعتصام .
الرابع : التفصيل بين الدفع والرفع ، وأن ماء الحياض إذا كان طاهراً في نفسه ، وبلغ المجموع منه ومن مادته كراً فيحكم عليه بالاعتصام ، ولا ينفعل بما ترد عليه من النجاسات فلا يعتبر بلوغ المادّة كراً في نفسها بالاضافة إلى الدفع . وأمّا إذا كان ماء
ــ[228]ــ
الحياض نجساً فيشترط في ارتفاع نجاسته باتصال المادّة إليه أن تكون المادّة بنفسها كراً ، فلا ترتفع بها نجاسة ماء الحياض فيما إذا لم تبلغ الكر بنفسها وإن بلغ مجموعهما كراً . هذه هي أقوال المسألة .
ومنشأ اختلافها هو اختلاف الأنظار فيما يستفاد من روايات الباب ، وأن مثل قوله (عليه السلام) ماء الحمام بمنزلة الجاري كما في صحيحة داود بن سرحان (1) ناظر إلى تنزيل ماء الحمام منزلة الجاري من جميع الجهات ، حتى من جهة عدم الحاجة في اعتصامه إلى بلوغ مادته كراً ، أو أنه ناظر إلى تنزيله منزلة الجاري من بعض الجهات ؟ وحاصل التنزيل أن الاتصال بالمادّة الجعلية كالاتصال بالمادّة الأصلية يكفي في الاعتصام ، ولا يقدح فيه علو سطح المادّة عن سطح الحياض كما يأتي تفصيله عن قريب إن شاء الله . وليعلم قبل الخوض في تحقيق المسألة أن ما ينبغي أن يعتمد عليه من روايات المقام هو صحيحة داود بن سرحان المتقدمة ، فان غيرها ضعاف ولا يمكن الاستدلال بها على شيء .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) ما تقول في ماء الحمام ؟ قال : هو بمنزلة الماء الجاري . المروية في الوسائل 1 : 148 / أبواب الماء المطلق ب 7 ح 1 .
|