[ 1560 ] مسألة 8 : إذا قرأ الحمد بتخيل أ نّه في إحدى الأولتين(2) فذكر أ نّه في إحدى الأخيرتين ، فالظاهر الاجتزاء به
ـــــــــــــــــــــــ (2) أمّا إذا قرأ الحمد بتخيل أ نّه في إحدى الأولتين ، فذكر أ نّه في إحدى
ــ[488]ــ
ولايلزم الاعادة، أو قراءة التسبيحات وإن كان قبل الركوع، كما أنّ الظاهر أنّ العكس كذلك ، فاذا قرأ الحمد بتخيل أ نّه في إحدى الأخيرتين ثم تبيّن أ نّه في إحدى الاُوليين لا يجب عليه الإعادة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخيرتين ، فلا ينبغي الشك في الصحة ، فانّ المـأمور به حينئذ وإن كان هو الطبيعي الجامع بين الحمد والتسبيح لا خصوص أحدهما ، إلاّ أنّ تعلّق القصد بخصوص الحمد ـ بزعم أ نّه في إحدى الأولتين ـ لا ينفـك عن تعلق القصد بالطبيعي المأمور به ، فانّ الفرد يتضمن الطبيعي وزيادة ، فقصده ملازم لقصده لا محالة ، فلا قصور في ناحية العبادة بوجه . ومن هنا ترى أنّ كثيراً من العوام يأتون بالتسبيح في الأخيرتين قاصدين خصوصيته ، غافلين عن أنّ الواجب هو الطبيعي بينه وبين الحمد ، أو يقرؤون التوحيد بعد الفاتحة بزعم أ نّه بخصوصه واجب لا طبيعي السورة، ولم يستشكل أحد في صحة صلاتهم، وسرّه ما عرفت من أنّ قصد الفرد لا ينفك عن قصد الجامع . فلا خلل في تحقق المأمور به بوجه .
وأمّا عكس ذلك ـ أعني ما لو قرأ الحمد بتخيل أ نّه في إحدى الأخيرتين فبان أ نّه في إحدى الأولتين ـ فربما يتوهم عدم الاجتزاء به حينئذ ، بدعوى أ نّه لم يقصد بالحمد ـ حسب زعمه ـ إلاّ الطبيعي ، وأما خصوصية الحمد الواقع في الأولتين فغير مقصودة ولا بدّ من تعلق القصد بهذه الخصوصية كما هو شأن الوظيفة المقررة في الأوّلتين ، فيلزم الخلل في العبادة ، إذ ما هو الواجب غير مقصود ، وما هو المقصود غير واجب .
ولكنه ليس بشيء ، ضرورة أنّ الواجب إنّما هو ذات الحمد وقد حصل ، ولا يعتبر قصد خصوصية كونه واقعاً في إحدى الأوّلتين ، فانّ هذا القصد غير دخيل في موضوع الأمر قطعاً ، ومن هنا ترى أ نّه لو ركع أو سجد بتخيل أ نّه
|