وأمّا حكم الاذاعات ، فان كان المذيع شخصاً يقرأ القرآن فعلاً فلا ينبغي الشك في وجوب السجود عند سماع الآية كما في السماع من حاضر ، إذ لا فرق بين القريب والبعيد في ذلك ، فهو نظير السماع من شخص آخر بواسطة التليفون
ــ[214]ــ
[ 1645 ] مسألة 14 : يعتبر في السماع تمييز الحروف والكلمات فمع سماع الهمهمة لا يجب السجود (1) وإن كان أحوط . ــــــــــــــــــــــــــ
الّذي يجب السجود حينئذ بلا إشكال ، وإن كان البُعد بينهما مئات الفراسخ . فكما أنّ الصوت يصل فيه بواسطة الأسلاك، فكذا يصل في الاذاعات بواسطة الأمواج ولا فرق بين الواسطتين من هذه الجهة قطعا .
وأمّا إذا لم يكن في دار الاذاعة شخص حاضر بالفعل وإنّما الموجود في محطّتها مسجّلة تلقي الصوت ، فحكمه حكم صندوق الصوت الّذي عرفت فيه عدم الوجوب . نعم، الاحتياط بالسجود حسن في جميع ما ذكر كما اُشير إليه في المتن .
(1) لوضـوح أنّ موضـوع الحـكم سماع الآية المتوقف على تمـييز المراد وتشخيص الحروف والكلمات غير المنطبق على سماع الهمهمة ، لفقد التمييز والتشخيص فلا يصدق معه سماع الآية وإن كان السـامع يعلم أ نّها المقروءة فانّ العبرة بالسماع لا العلم ، ومن هنا لا يكفي سماع همهمة الأذان في تحقيق حدّ الترخّص . نعم ، ثبت الاكتفاء بالهمهمة في سماع قراءة الإمام وهو خارج بالنص فلا يتعدّى عن مورده .
|