التعقيبات 

الكتاب : المستند في شرح العروة الوثقى-الجزء الخامس : الصلاة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 4871


ــ[397]ــ

فصل في التعقيب

    وهو الاشتغال عقيب الصلاة بالدُّعاء أو الذكر أو التلاوة أو غيرها من الأفعال الحسنة : مثل التفكّر في عظمة الله ، ونحوه ، ومثل البكاء لخشية الله أو للرغبة إليه ، وغير ذلك . وهو من السنن الأكيدة ، ومنافعه في الدين والدُّنيا كثيرة ، وفي رواية : «من عقّب في صلاته فهو في صلاته» وفي خبر : «التعقيب أبلغ في طلب الرِّزق من الضرب في البلاد» والظاهر استحبابه بعد النوافل أيضاً ، وإن كان بعد الفرائض آكد . ويعتبر أن يكون متّصلاً بالفراغ منها غير مشتغل بفعل آخر ينافي صدقه الّذي يختلف بحسب المقامات من السفر والحضر، والاضطرار والاختيار . ففي السفر يمكن صدقه حال الركوب أو المشي أيضاً كحال الاضطرار ، والمدار على بقاء الصدق والهيئة في نظر المتشرِّعة ، والقدر المتيقن في الحضر الجلوس مشتغلاً بما ذكر من الدُّعاء ونحوه ، والظاهر عدم صدقه على الجلوس بلا دعاء أو الدُّعاء بلا جلوس إلاّ في مثل ما مرّ ، والأولى فيه الاستقبال والطهارة والكون في المصلّى ولا يعتبر فيه كون الأذكار والدُّعاء بالعربية ، وإن كان هو الأفضل ، كما أنّ الأفضل الأذكار والأدعية المأثورة المذكورة في كتب العلماء ، ونذكر جملة منها تيمّناً :

   أحدها : أن يكبِّر ثلاثاً بعد التسليم رافعاً يديه على هيئة غيره من التكبيرات .

   الثاني : تسبيح الزهراء (صلوات الله عليها) وهو أفضلها على ما ذكره جملة من العلماء ففي الخبر : «ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح

ــ[398]ــ

فاطمة ، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فاطمة» وفي رواية : «تسبيح فاطمة الزهراء الذكر الكثير الّذي قال الله تعالى : (اذكروا الله ذكراً كثيراً ) » وفي اُخرى عن الصادق (عليه السلام) : «تسبيح فاطمة كل يوم في دبر كل صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم» والظاهر استحبابه في غير التعقيب أيضاً ، بل في نفسه ، نعم هو مؤكّد فيه ، وعند إرادة النوم لدفع الرؤيا السيِّئة، كما أنّ الظاهر عدم اختصاصه بالفرائض بل هو مستحب عقيب كل صلاة، وكيفيّته : «الله أكبر» أربع وثلاثون مرّة ، ثمّ «الحمد لله» ثلاث وثلاثون ، ثمّ «سبحان الله» كذلك ، فمجموعها مائة ويجوز تقديم التسبيح على التحميد وإن كان الأولى الأوّل .

   [ 1690 ] مسألة 19 : يستحب أن يكون السبحة بطين قبر الحسين (صلوات الله عليه) وفي الخبر أ نّها تسبِّح إذا كانت بيد الرجل من غير أن يسبِّح ويكتب له ذلك التسبيح وإن كان غافلاً .

   [ 1691 ] مسألة 20 : إذا شكّ في عدد التكبيرات أو التسبيحات أو التحميدات بنى على الأقل إن لم يتجاوز المحل ، وإلاّ بنى على الاتيان به ، وإن زاد على الأعداد بنى عليها ورفع اليد عن الزائد .

   الثالث : لا إله إلاّ الله وحده وحده ، أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده ، وغلب الأحزاب وحـده ، فله الملك وله الحمـد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير .

   الرابع : «اللّهمّ اهدني من عندك ، وأفض عليّ من فضلك وانشر عليّ من رحمتك ، وأنزل عليّ من بركاتك» .

ــ[399]ــ

   الخامس : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر» مائة مرّة ، أو أربعين ، أو ثلاثين .

   السادس : «اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وأجرني من النار وارزقني الجنّة وزوّجني من الحور العين» .

   السابع : أعوذ بوجهك الكريم وعزّتك التي لا ترام وقدرتك التي لا يمتنع منها شيء من شرّ الدُّنيا والآخرة ومن شرّ الأوجاع كلّها ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم .

   الثامن : قراءة الحمد ، وآية الكرسي ، وآية (شَهِدَ اللهُ أَ نَّهُ لاَ إِلهَ ... ) إلخ [ آل عمران 3 : 17 ] ، وآية الملك [ آل عمران 3 : 26 ] .

   التاسع : «اللّهمّ إنِّي أسألك من كل خير أحاط به علمك ، وأعوذ بك من كلّ شر أحاط به علمك ، اللّهمّ إنِّي أسألك عافيتك في اُموري كلّها ، وأعوذ بك من خزي الدُّنيا وعذاب الآخرة» .

   العاشر : «اُعيذ نفسي وما رزقني ربِّي بالله الواحد الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، واُعيذ نفسي وما رزقني ربِّي بربّ الفلق من شرّ ما خلق ـ إلى آخر السورة ـ ، واُعيذ نفسي وما رزقني ربِّي بربّ الناس ملك الناس ـ إلى آخر السورة ـ » .

   الحادي عشر : أن يقرأ قل هو الله أحد اثني عشر مرّة ثمّ يبسط يديه ويرفعهما إلى السماء ويقول : «اللّهمّ إنِّي أسألك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك ، وأسألك باسمك العظيم وسلطانك القديم أن تصلِّي على محمّد وآل محمّد ، يا واهب العطايا يا مطلق الاُسارى يا فكّاك الرِّقاب من النّار

ــ[400]ــ

أسألك أن تصلِّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تعتق رقبتي من النار وتخرجني من الدُّنيا آمناً وتدخلني الجنّة سالماً وأن تجعل دعائي أوّله فلاحاً وأوسطه نجاحاً وآخره صلاحاً إنّك أنت علاّم الغيوب» .

   الثاني عشر : الشهادتان والاقرار بالأئمّة .

   الثالث عشر : قبل أن يثني رجليه يقول ثلاث مرّات : «استغفر الله الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه» .

   الرابع عشر : دعاء الحفظ من النسيان ، وهو : سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته ، سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب ، سبحان الرؤوف الرحيم ، اللّهمّ اجعل لي في قلبي نوراً وبصراً وفهماً وعلماً إنّك على كلّ شيء قدير .

   [ 1692 ] مسألة 21 : يستحب في صلاة الصبح أن يجلس بعدها في مصلاّه إلى طلوع الشمس مشتغلاً بذكر الله .

   [ 1693 ] مسألة 22 : الدُّعاء بعد الفريضـة أفضل من الصلاة تنفلاً وكذا الدُّعاء بعد الفريضة أفضل من الدُّعاء بعد النافلة .

   [ 1694 ] مسألة 23 : يستحب سجود الشكر بعد كل صلاة فريضة كانت أو نافلة وقد مرّ كيفيّته سابقاً .

 
 




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net