حدّ الترخّص في البلد الواقع في مكان مرتفع بحيث يرى من بعيد أو الواقع في موضع منخفض 

الكتاب : المستند في شرح العروة الوثقى-الجزء العاشر:الصلاة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 3675


   [ 2290 ] مسألة 59 : إذا كان البلد في مكان مرتفع بحيث يرى من بعيد يقدّر كونه في الموضع المستوي ، كما أ نّه إذا كان في موضع منخفض يخفى بيسير من السـير أو كان هناك حائل يمنع عن رؤيته كذلك يقدّر في الموضع المسـتوي ، وكذا إذا  كانت البيـوت على خلاف المعـتاد من حيث العلو أو

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المستلزم لتواري أهل البيوت عنه لتساوي النسبة ، فلا عبرة بالجدار بل المدار بكون أهل البيوت متوارين عنه .

   إلاّ أن يقال : إنّ الغالب عدم وجود إنسان خارج البلد فجعل الجدار بدل الإنسان ، فاذا لم يميّز المسافر جداراً عن جدار فطبعاً لا يميّز إنساناً عن إنسان فاعتبر الجدران نظراً إلى عدم حضور الإنسان دائماً ، فاذا خفيت كشف ذلك عن التواري عن البيوت بطبيعة الحال .

   وكيف ما كان ، فلا ينبغي التأمل في عدم كون العبرة بخفاء الأعلام والقباب والمنارات التي ربما لا تخفى حتّى بعد بلوغ المسافة الشرعية ، كما هو المشاهد في القبة العلوية على مشرفها آلاف الثناء والتحيّة ، حيث يمكن النظر إليها من بعد أربعة فراسخ أو أزيد ، وعلى أيّ حال فهي خارجة عن البيوت وأهلها الوارد في النص(1) . وكذا الحال في سور البلد، لعدم كونه منه . والمدار على خفاء صورها وأشكالها على نحو تتميّز عما عداها ، ولا عبرة بخفاء الأشباح كما هو ظاهر جدّاً .

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كصحيحة ابن مسلم ومرسلة حماد المتقدّمتين في ص 205 ، 191 .

ــ[207]ــ

الانخفاض فانّها تردّ إليه ، لكن الأحوط خفاؤها مطلقاً ، وكذا إذا كانت على مكان مرتفع فانّ الأحوط خفاؤها مطلقاً (1) .
ــــــــــــــــــــــ

   (1) ما أفاده (قدس سره) من لزوم التقدير حينئذ هو الصحيح الذي لا ينبغي التأمّل فيه ، ضرورة أنّ الصحيحة(1) المتكفّلة للمواراة ناظرة إلى التحديد بحسب البعد المكاني ، بحيث يكون عدم الرؤية مستنداً إليه ، لا إلى الموانع الاُخر من الانخفاض أو الارتفاع ، أو وجود حائل مانع عن الرؤية الفعلية من غيم أو جبل ونحو ذلك .

   وبعبارة اُخرى : لا يحتمل أن يكون التواري بنفسـه موضوعاً للحكم ، بل المراد وصول المسافر في بعده حدّاً من أجله يتوارى عن البيوت ، ويتحقّق في مقدار ثمن الفرسخ تقريباً، فلا عبرة بالرؤية الفعلية أو عدمها الناشئة من الجهات الاُخر .
ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المتقدّمة في ص 205 .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net