ــ[422]ــ
[ 2359 ] مسألة 15 : يستحبّ أن يقول عقيب كلّ صلاة مقصورة ثلاثين مرّة : سـبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر (1) ، وهذا وإن كان يستحب من حيث التعقيب عقيب كل فريضة حتّى غير المقصـورة إلاّ أ نّه يتأكّد عقيب المقصورات ، بل الأولى تكرارها مرّتين مرّة من باب التعقيب ومرّة من حيث بدليتها عن الركعتين الساقطتين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للنصّ الوارد في المقام ، وعمدته صحيحة سليمان بن حفص المروزي قال «قال الفقيه العسكري (عليه السلام) : يجب على المسافر أن يقول في دبر كلّ صلاة يقصّر فيها : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ، ثلاثين مرّة لتمام الصلاة» (1) .
وهذه الرواية ضعيفة عند القوم ، لعدم ثبوت وثاقة المروزي ، ومن هنا حكموا بالاستحباب من باب التسامح ، ولكنّها معتبرة عندنا ، لورود الرجل في أسناد كامل الزيارات ، وبما أ نّها دلّت على الوجوب صريحاً فمقتضى الصناعة الحكم به لا الاستحباب .
لكنّ الذي يمنعنا عنه هو ما تكرّرت الإشارة إليه في مطاوي هذا الشرح حيث إنّ المسألة كثيرة الدوران ومحلّ للابتلاء غالباً ، لعدم خلوّ كلّ مكلف عدا مَن شذّ عن السفر ، بل الأسفار العديدة، وفي مثله لو كان الوجوب ثابتاً لاشتهر وبان وشاع وذاع ولم يقع محلاً للخلاف ، كيف ولم يذهب إليه أحد فيما نعلم والسيرة العملية قائمة على خلافه ، فيكون ذلك كاشفاً قطعيّاً عن عدم الوجوب . ولأجله لا مناص من حمل الصحيحة على الاستحباب ، وأ نّه يتأكّد في حقّ المسافر، لثبوت الاستحباب لغيره أيضاً من باب التعقيب كما أشار إليه في المتن .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 8 : 523 / أبواب صلاة المسافر ب 24 ح 1 .
|