ــ[501]ــ
[ 2503 ] مسألة 2 : يصحّ الصوم وسائر العبادات من الصبي المميّز على الأقوى من شرعيّة عباداته، ويستحبّ تمرينه عليها، بل التشديد عليه لسبع ، من غير فرق بين الذكر والاُنثى في ذلك كلّه(1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نوم الصائم عبادة ، وإلى جريان السيرة القطعيّة عليه . وهذا ممّا لا إشكال فيه .
إنّما الكلام فيما إذا لم يكن مسبوقاً بالنيّة .
أمّا إذا كان الانتباه بعد الزوال، فالظاهر أ نّه لاينبغي الاشكال في عدم الصحّة لا من رمضان ولا من قضائه .
نعم ، لا مانع من تجديد النيّة في الصوم المندوب ، فإنّ وقته واسع إلى ما قبل الغروب .
وأمّا إذا كان قبل الزوال ، فقد ورد النصّ على جواز تجديد النيّة ما لم يحدث شيئاً في جملة من الموارد ، منها القضاء ، بل مطلق الواجب غير المعيّن كما تقدّم في محلّه مفصّلا (1) .
وأمّا بالنسبة إلى شهر رمضان فلم يدلّ أيّ دليل على جواز التجديد إلاّ في المسافر الذي يقدم أهله ولم يفطر ، فإلحاق غيره به قياس محض بعد فقد الدليل .
فما ذكره الماتن وغيره من الصحّة في رمضان إذا انتبه قبل الزوال ونوى لا يمكن المساعدة عليه بوجه ، فإنّ الصوم هو الإمساك عن نيّة من الفجر إلى الغروب ولم يتحقّق في المقام حسب الفرض ، وإجزاء غير المنوي عن المنوي يحتاج إلى دليل ، ولا دليل إلاّ في موارد خاصّة ليس المقام منها حسبما عرفت .
(1) قد تكرّر التعرّض لهذه المسألة في مطاوي هذا الشرح غير مرّة في باب
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في ص 46 ـ 50 .
ــ[502]ــ
الصلاة وغيرها ، وقلنا : إنّ الصحيح ما ذكره الماتن من شرعيّة عبادات الصبي واستحبابها .
لا لإطلاقات الأدلّة بدعوى شمولها للصبيان ، ولا يرفع حديث الرفع ـ الذي هو في مقام الامتنان ـ إلاّ الوجوب فيبقى الاسـتحباب على حاله ، إذ لا منّة في رفعه ، إذ فيه : أنّ الحديث ناظر إلى رفع ما قد وضع في الشريعة وأنّ الوضع في مثل قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)(1) إلخ ، ونحو ذلك غير شامل للصبيان . ومن المعلوم أنّ المجعول والمكتوب وما وضعه الله على عباده حكم وحداني بسيط ، فإذا كان هذا المجعول مرفوعاً عن الصبي وقلم الكتابة مرفوعاً عنه فبأي دليل يكتب الاستحباب والمشروعيّة ؟!
بل لأجل أنّ الأمر بالأمر بالشيء أمرٌ بذلك الشيء بحسب المتفاهم العرفي ، وقد أمر الأولياء بأمر الصبيان بقوله (عليه السلام) : «مروا صبيانكم بالصلاة والصيام»(2) ، وفي صحيح الحلبي : «إنّا نأمر صبياننا لخمس سنين ، وأنتم مروهم لسبع سنين»(3) ، وهذا محمول على اختلاف الطاقة حسب اختلاف الصبيان .
وكيفما كان ، فالعمدة في إثبات المشروعيّة وعدم كونها صوريّة تمرينيّة هي هذه الأخبار التي تدلّ على تعلّق الأمر الشرعي بنفس تلك الأفعال بمقتضى الفهم العرفي حسبما عرفت .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البقرة 2 : 183 .
(2) انظر الوسائل 4 : 19 / أبواب أعداد الفرائض ب 3 ح 5 و ج 10 : 234 / أبواب من يصح منه الصوم ب 29 ح 3 .
(3) الوسائل 4 : 19 / أبواب أعداد الفرائض ب 3 ح 5 .
|