ــ[415]ــ
والأخرس يشير إليها بإصبعه مع تحريك لسانه (1) ، والاُولى أن يجمع بينهما وبين الاستنابة ، ويلبى عن الصبي غير المميز وعن المغمى عليه (2) .
وفي قوله : إنّ الحمد (الخ) يصح أن يقرأ بكسر الهمزة وفتحها (3) ، والأولى الأوّل ، و (لبيك) مصدر منصوب بفعل مقدر ، أي ألبّ لك إلباباً بعد إلباب ، أو لبّاً بعد لبّ ، أي إقامة بعد إقامة ، من لَبّ بالمكان ، أو ألبّ أي أقام ، والأولى كونه من لبّ ، وعلى هذا فأصله (لبّيْن لك) ، فحذف اللاّم واُضيف إلى الكاف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد يشكل بأن هذا الشخص لم يجب عليه الحج ، لأنه معذور عن أدائه فكيف يجب عليه الترجمة أو الاستنابة مع أنهما فرع وجوب الحج عليه ، فعليه أن يصبر إلى العام القابل ليتعلّم أداء الكلمات صحيحا .
(1) كما في رواية السكوني المتقدِّمة(1) ، ويقصد بذلك عقد الإحرام بالتلبية .
(2) وأمّا الصبي غير المميز فيلبى عنه كما في صحيح زرارة(2) ، وأمّا المغمى عليه فلا دليل عليه سوى مرسل جميل «في مريض اُغمي عليه فلم يعقل حتى أتى الموقف (الوقت) ، فقال : يحرم عنه رجل»(3) ودلالته على جواز الاستنابة في المقام بناءً على نسخة «الوقت» وهو الميقات تامّة ولكنّه ضعيف السند بالارسال . مضافاً إلى احتمال صحّة نسخة «الموقف» فيخرج عن محل الكلام ، لعدم دلالته على جواز الاستنابة عمن اُغمي عليه من الميقات لعمرة التمتّع أو الحج ، وإنما يختص بمن أتى الموقف مغمى عليه ، فحينئذ تكون وظيفة المغمى عليه الرجوع إلى الميقات إن أمكن وإلاّ فمن مكانه . كما هي وظيفة الجاهل والناسي إذا تجاوزا الميقات غير محرمين .
(3) أمّا الكسر فللإبتداء بجملة مستقلّة والاتيان بأوّل كلام آخر بعد الجمل المتقدِّمة من التلبيات ، وأمّا الفتح فلأجل التعليل ، أي لبّيك واستجيب لك لأجل كون
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في ص 414 .
(2) الوسائل 11 : 288 / أبواب أقسام الحج ب 17 ح 5 .
(3) الوسائل 12 : 413 / أبواب الإحرام ب 55 ح 2 .
ــ[416]ــ
فحذف النون . وحاصل معناه إجابتين لك ، وربّما يحتمل أن يكون من (لبّ) بمعنى واجه ، يقال : داري تلب دارك ، اي تواجهها ، فمعناه مواجهتي وقصدي لك ، وأمّا احتمال كونه من (لُب الشيء) أي خالصه ، فيكون بمعنى إخلاصي لك فبعيد . كما أن القول بأنه كلمة مفردة نظير (على) و (لدى) فاُضيفت إلى الكاف فقلبت ألفه ياء لا وجه له ، لأنّ (على) و (لدى) إذا اُضيفا إلى الظاهر يقال فيهما بالألف كعلى زيد ولدى زيد وليس لبى كذلك فإنه يقال فيه (لبي زيد) بالياء .
|