جواز المزارعة على الأرض البائرة - استحباب الدعاء عنه نثر الحب 

الكتاب : المباني في شرح العروة الوثقى-جزء1:المضاربةولمساقاة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 3955


   [ 3529 ] التاسعة: لا يجب في المزارعة على أرض إمكان زرعها من أوّل الأمر، وفي السنة الاُولى، بل يجوز المزارعة على أرض بائرة لا يمكن زرعها إلاّ بعد إصلاحها وتعميرها سنة أو أزيد (3) .

ـــــــــــــــــــــــــ
   (3) فإنّ ذلك يرجع في الحـقيقة إلى جعل العقد بعد الفترة المستثناة للإصلاح والتعمير أو غيرهما وكأنه لا عقد قبلها ، مع تسليم الأرض للزارع من الآن لينتفع بها وحده كشرط مأخوذ في العقد ، فإنه لا بأس به ما دام سائغاً ، حيث قد عرفت جواز الاشتراط فيها .

ــ[317]ــ

وعلى هذا إذا كانت أرض موقوفة (1) وقفاً عاماً أو خاصاً وصارت بائرة ، يجوز للمتولي أن يسلمها إلى شخص بعنوان المزارعة إلى عشر سنين أو أقل أو أزيد حسب ما تقتضيه المصلحة ، على أن يعمرها ويزرعها إلى سنتين مثلاً لنفسه ، ثمّ يكون الحاصل مشتركاً بالإشاعة بحصّة معيّنة .

   [ 3530 ] العاشرة : يستحب للزارع ـ كما في الأخبار ـ الدعاء عند نثر الحبّ بأن يقول: «اللّهمّ قد بذرنا وأنت الزارع فاجعله حبّاً متراكماً»(2).

   وفي بعض الأخبار : «إذا أردت أن تزرع زرعاً ، فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل : (أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) ثلاث مرّات . ثمّ تقول : بل الله الزارع ، ثلاث مرّات .

   ثمّ قل: اللّهمّ اجعله حبّاً مباركاً وارزقنا فيه السلامة، ثمّ انثر القبضة التي في يدك في القراح»(3).

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   وممّا ذكرناه يظهر أنه لا وجه للإيراد عليه ، بأنّ اختصاص الزرع في الفترة المستثناة بالعامل ينافي وضع المزارعة ومبناها .

   فإنّ عقد المزارعة إنما هو واقع في الحقيقة على الأرض بعد تلك المدّة ، وأما قبلها فلا مزارعة ، وكون الأرض في يد المزارع أمر خارج عن المزارعة ثبت بالاشتراط .

   (1) لا وجه لتخصيص ذلك بالوقف ، كما يظهر من عبارته (قدس سره) . فإنه يجوز في الملك الخاص أيضاً ، كما لو زارع المالك غيره على أن يكون الزرع بعد فترة محددة لإصلاح الأرض وتعميرها ، تكون الأرض فيها بيد الزارع بالاشتراط .

   (2) ورد ذلك في رواية شعيب العقرقوفي عن أبي عبدالله (عليه السلام) (1) .

   (3) كما ورد في رواية ابن بكير عن أبي عبدالله (عليه السلام) (2) .

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الوسائل ، ج 19 كتاب المزارعة والمساقاة ، ب 5 ح 2 .

(2) الوسائل ، ج 19 كتاب المزارعة والمساقاة ، ب 5 ح 3 .

ــ[318]ــ

   وفي خبر آخر: «لمّا اُهبط آدم (عليه السلام) إلى الأرض احتاج إلى الطعام والشراب ، فشكا ذلك إلى جبرئيل ، فقال له جبرئيل: يا آدم كُن حرّاثاً ، فقال (عليه السلام): فعلِّمني دعاء، قال: قُل: اللّهمّ اكفني مؤونة الدّنيا وكلّ هول دون الجنّة، وألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة» (1) .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   (1) رواه مسمع عن أبي عبدالله (عليه السلام) (1) .

   تمّ  كتاب المزارعة ، وله الحمد والمنّة ، والحمد لله ربّ العالمين .

   هذا آخر ما أردنا إيراده في هذا الجزء ، وسيتلوه كتاب المساقاة إن شاء الله تعالى .

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الوسائل ، ج 19  كتاب المزارعة والمساقاة ، ب 5 ح 1 .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net