الشعوذة
قوله : الحادية عشرة : الشعبذة حرام بلا خلاف(2).
أقول : الشعوذة(3) هي اللعبة المعروفة ـ أعني الخفّة في الحركة ـ المعبّر عنها في لغة الفرس بكلمة (تردستي) وأمّا الذي يترتّب على الشعوذة فهو أمر واقعي ، فإنّ المشعوذ يفعل ما يفعله سائر الناس من الاُمور العادية ، إلاّ أنّه يشغل أذهان
ـــــــــــــ (2) المكاسب 1 : 274 .
(3) في لسان العرب ] 3 : 495 ، مادّة شعذ [ : الشعوذة خفّة في اليد وأخذ كالسحر يُري الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين ... والشعوذة السرعة ، وقيل : هي الخفّة في كل أمر .
وعن المصباح ] 314 مادّة شَعْوَذ [ : شعوذ الرجل شعوذة ، ومنهم من يقول : شعبذه شعبذة وهو بالذال معجمة ، وليس من كلام أهل البادية ، وهي لَعِبٌ يرِي الإنسانُ ما ليس له حقيقة كالسحر . وفي أقرب الموارد ] 1 : 593 مادّة شعب [ : الشعبذة كشعوذة زنةً ومعنىً . وفيه ] ص597 [ أيضاً : الشعوذة : وهي خفّة في اليد وأخذ كالسحر ، تُرِي الشيءَ في رأي العين بغير ما عليه أصله .
وفي المنجد ] 390 مادّة شَعْبَذ [ : الشعبذة كشعوذة زِنَةً ومعنىً . وفيه أيضاً ] في ص393 مادّة شعوذ [ : الشعوذة : خفّة في اليد وأعمال كالسحر ، تُري الشيء في العين بغير ما هو عليه .
وفي مجمع البحرين ] 3 : 183 ، مادّة شعبذ [ : الشعبذة هي الحركة الخفيفة .
ــ[460]ــ
الناظرين بسرعة حركته وخفّة يده بحيث يتعجّبون من أفعاله ، من غير أن تكون تلك الأفعال الصادرة منه خيالية محضة كما في السحر ، أو غير جارية على السير الطبيعي كما في المعجزات ، على ما عرفت من التفرقة بينها وبين السحر والمعجزة في المسألة السابقة(1). ويمكن أن تكون الشعوذة أعم من السحر ، ويظهر ذلك من ملاحظة ما ذكره بعض اللغويين مع ملاحظة ما ذكرناه في معنى الشعوذة بحسب المتفاهم العرفي . ولكن الظاهر هو ما ذكرناه من المباينة بينهما .
وقد استدلّ المصنّف (رحمه الله) على حرمة الشعوذة باُمور :
الأول : الإجماع . وفيه : أنّه ليس هنا إجماع تعبّدي ، لاحتمال استناده إلى سائر الوجوه المذكورة في المسألة .
الثاني : أنّه من اللهو والباطل . وفيه : أنه ممنوع صغرى وكبرى ، أمّا الوجه في منع الصغرى فلأنّا لا نسلّم كونها من اللهو والباطل إذا ترتّب عليها غرض عقلائي وأمّا الوجه في منع الكبرى فلأنّه لا دليل على حرمتهما على الإطلاق ، بل الحرام منهما هو القسم الخاص .
الثالث : قوله (عليه السلام) في خبر الاحتجاج : « ونوع آخر منه خطفة وسرعة ومخاريق وخفّة » . وفيه أولا : أنّه ضعيف السند ، وغير منجبر بشيء ، وقد تقدّم ذلك آنفاً(2). وأمّا جبره بالإجماع المحكي فإنّ الإجماع إن كان حجّة في نفسه لزم اتّباعه لذلك ، وإلاّ فإنّ ضمّ غير الحجّة إلى مثله لا يفيد الاعتبار .
الرابع : صدق بعض تعاريف السحر على الشعوذة ، فتكون مشمولة لما دلّ
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في ص444 ـ 445 .
(2) في ص443 .
ــ[461]ــ
على حرمة السحر . وفيه : أنّك قد عرفت(1) خروجها عن حدود السحر موضوعاً وعدم صدقه عليها . ــــــــــــــ
(1) في ص445 ، 459 .
|