حرمة الهُجر
قوله : الثامنة والعشرون : الهُجر .
أقول : الهجر بالضم هو الفحش ، والقبيح من القول . ولا خلاف بين المسلمين
ــ[696]ــ
بل بين العقلاء في مبغوضيته وحرمته ، وقد ورد في الروايات المتواترة(1) أنّ البذاء والفحش على المؤمن حرام ، وفي رواية سليم بن قيس : « إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذيء ، قليل الحياء ، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له » وفي صحيحة عبدالله بن سنان « ومن خاف الناس لسانه فهو في النار » وفي صحيحة أبي عبيدة « البذاء من الجفاء ، والجفاء في النار » وفي موثّقة ابن فضّال « من علامات شرك الشيطان الذي لا شكّ فيه أن يكون فحّاشاً ، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه » وفي بعض الأحاديث : « من فحش على أخيه المسلم نزع الله منه بركة رزقه ، ووكله إلى نفسه وأفسد عليه معيشته » .
وفي اُصول الكافي بسند صحيح عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « كان في بني إسرائيل رجل فدعا الله أن يرزقه غلاماً ثلاث سنين ، فلمّا رأى أنّ الله لا يجيبه فقال : ياربّ أبعيد أنا منك فلا تسمعني ، أم قريب أنت منّي فلا تجيبني ؟ قال : فأتاه آت في منامه فقال : إنّك تدعو الله منذ ثلاث سنين بلسان بذيء وقلب عات ـ الجبّار المتجاوز عن حدّه في الاستكبار ـ غير تقي ، ونيّة غير صادقة ، فاقلع عن بذائك ، وليتّق الله قلبك ، ولتحسن نيّتك ، قال : ففعل الرجل ذلك ، ثمّ دعا الله فولد له غلام » .
وفي وصية النبي (صلّى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قال : « ياعلي أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد ، ياعلي من خاف الناس لسانه فهو من أهل النار ياعلي شرّ الناس من أكرمه الناس اتّقاء شرّه وأذى فحشه ، ياعلي شرّ الناس من باع آخرته بدنياه ، وشرّ منه من باع آخرته بدنيا غيره » .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع الوافي 5 : 953 / ب161 (البذاء) . والوسائل 16 : 29 / أبواب جهاد النفس ب70 71 ، 72 . والمستدرك 12 : 77 / أبواب جهاد النفس ب70 ، 71 ، 72 ، والكافي 2 : 322 / بابي السفه والبذاء .
|