ثم إنّ أولاد المسلم أيضاً محكومون بالإسلام حقيقة فيما إذا كانوا مميّزين ومعترفين بالشهادتين ، وأمّا غير المميّز فهو أيضاً يلحق بالقسم الأول لعدم القول بالفصل .
وأمّا ما ذكره شيخنا الأنصاري (قدّس سرّه)(1) من أنّ المراد بالمؤمن هو المؤمن الظاهري لا الواقعي فالمنافق أيضاً داخل تحت المؤمن لقوله تعالى (وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِْيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(2) فإنّ ظاهرها أنّ الإيمان على قسمين قسم يدخل في القلب وقسم آخر كان في خارج القلب ، فالإسلام والإيمان بمعنى واحد ، ففيه : أنّ معنى قوله (وَلَمَّا يَدْخُلِ الاِْيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) هو أنّهم غير مؤمنين لأنّ وعاء الإيمان هو القلب وهو لمّا يدخل في قلوبهم فهم ليسوا بمؤمنين ، لا أنّ الإيمان في ظاهرهم وهذا نظير ما إذا قلنا إنّ الترحّم لا يدخل في قلبك فإنّ معناه أنّك لا ترحّم فيك لأنّ
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المكاسب 3 : 590 .
(2) الحجرات 49 : 14 .
ــ[206]ــ
ظرفه القلب وهو خال عنه ، لا أنّ الترحّم في ظاهره ، ونظيره ما إذا قلنا إنّ العلم لا يدخل في قلبك فإنّ معناه أنّك لست بعالم لا أنّ العلم في ظاهرك وذلك ظاهر .
|