ــ[506]ــ
(مسألة 387) : في قطع أعضاء الجنين قبل ولوج الروح وجراحاته دية على نسبة ديته ، ففي قطع إحدى يديه ـ مثلاً ـ خمسون ديناراً ، وفي قطع كلتيهما تمام ديته مائة دينار(1) .
(مسألة 388) : لو أفزع شخصاً حال الجماع فعزل منه المني في الخارج فعليه عشرة دنانير(2) ، ولو عزل الرجل عن امرأته الحرّة بدون إذنها قيل :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بلا خلاف ظاهر بين أصحابنا .
ويدلّ عليه قوله (عليه السلام) في معتبرة ظريف : «وقضى في دية جراح الجنين من حساب المائة على ما يكون من جراح الذكر والاُنثى والرجل والمرأة كاملة»(1) .
بتقريب : أنّ جعل الدية فيها من حساب المائة لايكون إلاّ بعد ما كان الجنين تامّ الخلقة وله أعضاء متمايزة قبل ولوج الروح ، فإنّ ديته عندئذ مائة دينار . وعليه ، فدية قطع أعضائه على نسبة مائة دينار ، وقد تقدّم أ نّه لا فرق في ذلك بين كون الجنين ذكراً أو اُنثى .
(2) من دون خلاف بين الأصحاب ، بل عن الانتصار والخلاف والغنية الإجماع عليه(2) .
ويدلّ على ذلك قوله (عليه السلام) في معتبرة ظريف : «وأفتى (عليه السلام) في منيّ الرجل يفرغ عن عرسه فيعزل عنها الماء ولم يرد ذلك نصف خمس المائة عشرة دنانير» الحديث(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 29 : 312 / أبواب ديات الأعضاء ب 19 ح 1 .
(2) الانتصار : 533 ، الخلاف 5 : 293 / 123 ، الغنية 2 : 415 .
(3) الوسائل 29 : 312 / أبواب ديات الأعضاء ب 19 ح 1 .
ــ[507]ــ
لزمه عشرة دنانير ، ولكن لا وجه له ، بل الأظهر أ نّه ليس عليه شيء (1) ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقي هنا شيء : وهو أنّ هذه الدية هل هي للزوج ، أو للزوجة ؟ فيه قولان ، اختار القول الثاني الشيخ (قدس سره) (1) ، والأظهر هو القول الأوّل ، وذلك لأنّ المستفاد من الروايات الآتية التي دلّت على أنّ ذلك ـ أي المني إلى الرجل يصرفه حيث شاء ـ هو أنّ المني حقّ للرجل ، فبطبيعة الحال تكون ديته له ولا يكون مربوطاً بالمرأة .
وما ذكره الشيخ (قدس سره) من أ نّه حقّ للزوجة بملاحظة الالتذاذ .
مدفوعٌ بأنّ مجرّد ذلك لايوجب كونه حقّاً لها ليجب على الزوج مراعاة ذلك، بل هو قابل للمناقشة صغرويّاً أيضاً ، فإنّ التذاذ المرأة إنّما هو بإنزالها لا بالإنزال في فرجها .
(1) القائل باللزوم جماعة ، منهم : الشيخ والقاضي وأبو الصلاح وابنا حمزة وزهرة والكيدري والمحقّق في الشرائع في كتاب النكاح والفاضل بل عن الغنية والخلاف دعوى الإجماع على ذلك(2).
أقول : لادليل على هذا القول ، فإنّ الإجماع غير محقّق جزماً، حيث إنّ المشهور بين الأصحاب عدم الدية .
ولا دليل آخر عدا ما قيل من أنّ قوله (عليه السلام) في معتبرة ظريف المتقدّمة : «وأفتى (عليه السلام) في منيّ الرجل يفرغ عن عرسه فيعزل عنها الماء
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لاحظ الخلاف 5 : 293 / 123 .
(2) الشيخ في الخلاف 3 : 293 / 123، القاضي في المهذب 2 : 510، أبو الصلاح في الكافي في الفقه : 392 ، ابن حمزة في الوسيلة : 456 ، ابن زهرة في الغنية 2 : 415 ، الكيدري في إصباح الشيعة : 501 ، المحقق في الشرائع 2 : 318 ، الفاضل في القواعد 3 : 696 .
ــ[508]ــ
وأمّا العزل عن الأمة فلا إشكال في جوازه ولا دية عليه (1) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولم يرد ذلك نصف خمس المائة عشرة دنانير» . بتقريب : أنّ دية النطفة للزوجة وحقّ لها ، ولا فرق في ثبوتها بين أن يكون السبب لضياعها شخصاً آخر أو يكون زوجها .
وفيه ـ مضافاً إلى ما عرفت من أنّ دية النطفة ليست للزوجة ـ : أنّ المعتبرة لا تشمل ما إذا كان السبب فيه زوجها لاختصاصها بما إذا كان السبب لذلك غيره ، وتنقيح المناط قياسٌ لا نقول به .
فالنتيجة : أنّ الأظهر ما ذكرناه ، وتدلّ على ذلك عدّة روايات :
منها : صحيحة محمّد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن العزل «فقال : ذاك إلى الرجل يصرفه حيث شاء»(1) .
ومنها : معتبرة عبدالرحمن بن أبي عبدالله، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن العزل «فقال : ذاك إلى الرجل»(2) .
ببيان : أنّ ألسنة هذه الروايات تأبى عن ثبوت الدية .
بقي هنا أمر : وهو أنّ بين كلام المحـقّق (قدس سره) هنا وكلامه في باب النكاح تهافتاً ، إذ مال (قدس سره) هناك إلى ثبوت الدية للعزل ، حيث قال : وهو أشبه ، وقال هنا : الأشبه عدم وجوبها(3).
(1) بلا خلاف ولا إشكال بين الأصحاب ، وذلك لعدم المقتضي .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 20 : 149 / أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ب 75 ح 1 .
(2) الوسائل 20 : 149 / أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ب 75 ح 2 .
(3) الشرائع 4 : 293 .
|