ابو عمرو البصري - حمزة الكوفي - نافع المدني 

الكتاب : البيان في تفسـير القرآن - خطبـة الكتاب   ||   القسم : التفسير   ||   القرّاء : 6742


ــ[132]ــ

4
أبو عمرو البصيري

هو زبان بن العلاء بن عمار المازني البصري. قيل إنه من فارس. توجه مع أبيه لما هرب من الحجاج، فقرأ بمكة والمدينة، وقرأ أيضا بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة، فليس في القراء السبعة أكثر شيوخا منه. ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك، لأن شخصا قدم من أهل العراق، وكان يلقن الناس بالجامع الاموي على قراءة أبي عمرو، فاجتمع عليه خلق، واشتهرت هذه القراءة عنه.
قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: "ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني". ولد سنة 68. قال غير واحد: مات سنة 154(1).
قال الدوري عن ابن معين: "ثقة". وقال أبو خيثمة: "كان أبو عمرو بن العلاء رجلا لا بأس به ولكنه لم يحفظ ". وقال نصر بن علي الجهضمي عن أبيه: قال لي شعبة: "انظر ما يقرأ به أبو عمرو، فما يختاره لنفسه فاكتبه، فانه سيصير للناس استاذا". وقال أبو معاوية الأزهري في التهذيب: "كان من أعلم الناس بوجوه
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات القراء: 1 / 288 - 292.

ــ[133]ــ

القراءات، وألفاظ العرب، ونوادر كلامهم، وفصيح أشعارهم "(1).
ولقراءة أبي عمرو راويان بواسطة يحيى بن المبارك اليزيدي، هما: الدوري ، والسوسي.
أما يحيى بن المبارك: فقال ابن الجزري: "نحوي مقرئ، ثقة عمة كبير". نزل بغداد وعُرف باليزيدي لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، فكان يؤدب ولده. أخذ القراءة عرضا عن أبي عمرو، وهو الذي خلفه بالقيام بها، وأخذ أيضا عن حمزة.
روى القراءة عنه أبو عمرو الدوري، وأبو شعيب السوسي، وله اختيار خالف فيه أبا عمرو في حروف يسيرة. قال ابن مجاهد: "وإنما عولنا على اليزيدي - وإن كان سائر أصحاب أبي عمرو أجل منه - لأجل أنه انتصب للرواية عنه، وتجرد لها، ولم يشتغل بغيرها، وهو أضبطهم". توفي سنة 202 بمرو. وله أربع وسبعون سنة. وقيل: بل جاوز التسعين، وقارب المائة(2).
وأما الدوري: فهو حفص بن عمرو بن عبدالعزيز الدوري الازدي البغدادي. قال ابن الجزري: "ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات. توفي في شوال سنة 246(3).
قال الدار قطني: "ضعيف". وقال العقيلي: "ثقة "(4).
أقول: الكلام فيمن أخذ القراءة عنه كما تقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تهذيب التهذيب: 12/ 178 – 180.
(2) طبقات القراء. 2 / 375 - 377.
(3) نفس المصدر: 1 / 255.
(4) تهذيب التهذيب: 2 / 408.

ــ[134]ــ

وأما السوسي: فهو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبدالله. قال ابن الجزري: "ضابط محرر ثقة". أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي، وهو من أجل أصحابه. مات أول سنة 261، وقد قارب السبعين (1). قال أبو حاتم: "صدوق". وقال النسائي: "ثقة". وذكره ابن حيان في الثقات. وذكر أبو عمرو الداني: "أن النسائي روى عنه القراءات، وضعفه مسلم بن قاسم الأندلسي بلا مستند" (2).
أقول: الكلام فيمن أخذ القراءة عنه كما تقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات القراء: 1 / 332.
(2) تهذيب التهذيب: 4 / 392.

ــ[135]ــ

5
حمزة الكوفي

هو ابن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة الكوفي التميمي، أدرك الصحابة بالسن. أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش، وحمران بن أعين. وفي كتاب "الكفاية الكبرى والتيسير" عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، وطلحة بن مصرف، وفي كتاب "التيسير" عن مغيرة بن مقسم ومنصور وليت ابن أبي سليم، وفي كتاب "التيسير والمستنير" عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قالوا: "استفتح حمزة القرآن من حمران، وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى، وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش وكان إماما حجة ثقة ثبتا عديم النظير".
قال عبدالله العجلي: قال أبو حنيفة لحمزة: "شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما: القرآن والفرائض".
وقال سفيان الثوري: "غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض". وقال عبدالله بن موسى: "وكان شيخه الأعشى إذا رآه قد أقبل يقول: هذا حبر

ــ[136]ــ

القرآن". ولد سنة 80 وتوفي سنة 156(1).
قال ابن معين: "ثقة". وقال النسائي: "ليس به بأس". وقال العجلي: "ثقة رجل صالح". وقال ابن سعد: "كان رجلا صالحا عنده أحاديث وكان صدوقا صاحب سنة". وقال الساجي: "صدوق سيء الحفظ ليس بمتقن في الحديث". وقد ذمه جماعة من أهل الحديث في القراءة. وأبطل بعضهم الصلاة باختياره من القراءة. وقال الساجى أيضا والازدي: "يتكلمون في قراءته وينسبونه إلى حالة مذمومة فيه". وقال الساجي أيضاً: "سمعت سلمة بن شبيب يقول: كان أحمد يكره أن يصلي خلف من يصلي بقراءة حمزة". وقال الآجري عن أحمد بن سنان: "كان يزيد - يعني ابن هرون - يكره قراءة حمزة كراهية شديدة". قال أحمد بن سنان: سمعت ابن مهدي يقول: "لو كان لي سلطان على من يقرأ قراءة حمزة لأوجعت ظهره وبطنه". وقال أبوبكر بن عياش: "قراءة حمزة عندنا بدعة". وقال ابن دريد: "إني لأشتهي أن يخرج من الكوفة قراءة حمزة" (2).
ولقراءة حمزة راويان بواسطة، هما: خلف بن هشام، وخلاد بن خالد:
أما خلف: فهو أبو محمد الأسدي بن هشام بن ثعلب البزار البغدادي.
قال ابن الجزري: "أحد القراء العشرة، وأحد الرواة عن سليم عن حمزة، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشر، وكان ثقة كبيرا زاهدا عابدا عالما". قال ابن اشته: "كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفا". ولد سنة 150، ومات سنة 229 (3).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات القراء: 1 / 261.
(2) تهذيب التهذيب: 3 / 27.
(3) طبقات القراء: 1 / 272.

ــ[137]ــ

قال اللالكائي: "سئل عباس الدوري عن حكاية عن أحمد بن حنبل في خلف بن هشام. فقال: لم أسمعها ولكن حدثني أصحابنا أنهم ذكروه عند أحمد، فقيل انه يشرب. فقال: انتهى إلينا علم هذا، ولكنه - والله - عندنا الثقة الأمين". وقال النسائي: "بغدادي ثقة". وقال الدار قطني: "كان عابدا فاضلا". قال: "أعدت صلاة أربعين سنة كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين". وحكى الخطيب في تاريخه عن محمد بن حاتم الكندي قال: "سألت يحيى بن معين عن خلف البزار فقال: لم يكن يدري ايش الحديث"(1).
أقول: وسيجيء الكلام فيمن روى قراءته.
وأما خلاد بن خالد: فهو أبو عيسى الشيباني الكوفي. قال ابن الجزري: "إمام في القراءة ثقة عارف محقق استاذ". أخذ القراءة عرضا عن سليم، وهو من أضبط أصحابه وأجلهم. توفي سنة 220 (2).
أقول: والكلام في رواة قراءته كما تقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تهذيب التهذيب: 3 / 156.
(2) طبقات القراء: 1 / 274.

ــ[138]ــ

6
نافع المدني

هو نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم. قال ابن الجزري: "أحد القراء السبعة والأعلام ثقة صالح، أصله من اصبهان". أخذ القراءة عرضا عن جماعة من تابعي أهل المدينة. قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: "قراءة أهل المدينة سنة، قيل له قراءة نافع؟ قال: نعم ". وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: "سألت أبي أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة. قلت: فإن لم يكن قال: عاصم". مات سنة 169(1).
قال أبوطالب عن أحمد: "كان يؤخذ عنه القرآن، وليس في الحديث بشيء". وقال الدوري عن ابن معين: "ثقة". وقال النسائي: "ليس به بأس". وذكر ابن حيان في الثقات، وقال الساجي: "صدوق … اختلف فيه أحمد ويحيى. فقال أحمد: منكر الحديث. وقال يحيى: ثقة" (2).
ولقراءة نافع راويان بلا واسطة. هما قالون، وورش.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات القراء: 2 / 330.
(2) تهذيب التهذيب: 10 / 407.

ــ[139]ــ

أما قالون: فهو عيسى بن ميناء بن وردان أبو موسى. مولى بني زهرة يقال إنه ربيب نافع، وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته. فإن قالون باللغة الرومية جيد. قال عبدالله بن علي: "إنما يكلمه بذلك لأن قالون أصله من الروم كان جد جده عبدالله من سبي الروم"، أخذ القراءة عرضا عن نافع. قال ابن أبي حاتم: "كان أصم، يقرئ القرآن ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة". ولد سنة 120، وتوفي سنة 220 (1).
قال ابن حجر: "أما في القراءة فثبت، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة". سئل أحمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك وقال: "تكتبون عن كل أحد"(1).
أقول: والكلام فيمن روى القراءة عنه كما تقدم.
وأما ورش: فهو عثمان بن سعيد. قال ابن الجزري: "انتهت إليه رئاسة الاقراء في الديار المصرية في زمانه، وله اختيار خالف فيه نافعا، وكان ثقة حجة في القراءة". ولد سنة110 بمصر، وتوفي فيها سنة 197(2).
أقول: الكلام في رواة قراءته كما تقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات القراء: 1 / 615.
(2) لسان الميزان: 4 / 408.
(3) طبقات القراء: 10 / 502.




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net