الشبهة الثالثة - عرض روايات التحريف 

الكتاب : البيان في تفسـير القرآن - خطبـة الكتاب   ||   القسم : التفسير   ||   القرّاء : 8183

الشبهة الثالثة:
إن الروايات المتواترة عن أهل البيت (عليهم السلام) قد دلت على تحريف القرآن فلابد من القول به.
والجواب:
إن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع فيه، وتوضيح ذلك: إن كثيرا من الروايات، وإن كانت ضعيفة السند، فإن جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري، الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه، وأنه يقول بالتناسخ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب، وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين (عليهم السلام) ولا أقل من الاطمئنان بذلك، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها.

ــ[226]ــ

عرض روايات التحريف:
علينا أن نبحث عن مداليل هذه الروايات، وإيضاح أنها ليست متحدة في المفاد، وأنها على طوائف. فلابد لنا من شرح ذلك والكلام على كل طائفة بخصوصها.
الطائفة الأولى: هي الروايات التي دلت على التحريف بعنوانه، وانها تبلغ عشرين رواية، نذكر جملة منها ونترك ما هو بمضمونها. وهي:
1 ـ ما عن علي بن إبراهيم القمي، بإسناده عن أبي ذر. قال:
"ما نزلت هذه الآية: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ترد أمتي علي يوم القيامة على خمس رايات. ثم ذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسأل الرايات عما فعلوا بالثقلين. فتقول الراية الأولى: أما الأكبر فحرفناه، ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه، وأبغضناه، وظلمناه. وتقول الراية الثانية: أما الأكبر فحرفناه، ومزقناه، وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه.."(1).
2 ـ ما عن ابن طاووس، والسيد المحدث الجزائري، بإسنادهما عن الحسن بن الحسن السامري في حديث طويل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لحذيفة فيما قاله في من يهتك الحرم:
"إنه يضل الناس عن سبيل الله، ويحرف كتابه، ويغير سنتي"(2).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار: 37 / 346، باب 55، الحديث: 3.
(2) بحار الأنوار: 98 / 352، باب 13، الحديث: 1.

ــ[227]ــ

3 ـ ما عن سعد بن عبدالله القمي، باسناده عن جبار الجعفي عن أبي جعفر(عليه السلام) قال:
"دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنى فقال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ـ أما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي ـ والكعبة البيت الحرام، ثم قال أبوجعفر(عليه السلام): أما كتاب الله فحرفوا، وأما الكعبة فهدموا، وأما العترة فقتلوا، وكل ودائع الله قد نبذوا ومنها قد تبرؤوا"(1).
4 ـ ما عن الصدوق في الخصال بإسناده عن جابر عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون. المصحف، والمسجد، والعترة يقول المصحف يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة يا رب قتلونا، وطردونا، وشردونا" (2).
5 ـ ما عن الكافي والصدوق، بإسنادهما عن علي بن سويد. قال:
"كتبت إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) وهو في الحبس كتابا إلى أن ذكر جوابه (عليه السلام) بتمامه، وفيه قوله (عليه السلام) اؤتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه" (3).
6 ـ ما عن ابن شهر آشوب، بإسناده عن عبدالله في خطبة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء، وفيها:
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار: 23 / 140، باب 7، الحديث: 91.
(2) كتاب الخصال: 1 / 174 ، باب الثلاثة، الحديث: 232.
(3) الكافي: 8 / 125، الحديث: 95.

ــ[228]ــ

"إنما أنتم من طواغيت الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرفي الكتاب"(1).
7 ـ ما عن كامل الزيارات، بإسناده عن الحسن بن عطية، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
"إذا دخلت الحائر فقل: اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك.." (2).
8 ـ ما عن الحجال، عن قطبة بن ميمون، عن عبدالأعلى. قال: "قال أبوعبدالله (عليه السلام) أصحاب العربية يحرفون كلام الله عزوجل عن مواضعه".
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار: 45/ 8، باب 37 راجع تحف العقول، ما جاء عن الامام الحسين (عليه السلام).
(2) كامل الزيارات: ص 362، باب 79، الحديث: 1.




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net