6950: عبد اللّه بن عامر --- 6954: عبد اللّه بن العبّاس 

الكتاب : معجم رجال الحديث ـ الجزء الحادي عشر   ||   القسم : الرجال   ||   القرّاء : 8257


6950: عبد اللّه بن عامر:
ابن الجرّاح أبو عبيدة: تقدّم في عامر بن عبداللّه بن الجرّاح.
6951: عبد اللّه بن عامر:
ابن عتيك، من أصحاب علي عليه السلام، رجال الشيخ (40).
6952: عبد اللّه بن عامر:
قال النجاشي: (عبداللّه بن عامر بن عمران بن أبي عمر الاشعرى، أبو محمد شيخ منوجوه أصحابنا، ثقة، له كتاب نوادر، أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه في آخرين، عنجعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثّنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه به).
6953: عبد اللّه بن عامر:
القيسي العوفي الكوفى: من أصحاب الصادق عليه السلام، رجال الشيخ (80).
6954: عبد اللّه بن العبّاس:
عدّه الشيخ (تارة) في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله (6). و (أخرى)في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (3)، و (ثالثة) في أصحاب الحسين عليهالسلام (15)، قائلاً: (عبداللّه وعبيد اللّه معروفان).
وعدّه البرقي في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله.
روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، وروى عنه عطاء بن أبي رباح. تفسيرالقمّى، سورة محمد صلّى اللّه عليه وآله، في تفسير قوله تعالى: (فهل ينظرونإلاّ الساعة).
قال العلاّمة في القسم الاول من الخلاصة، (1) من الباب (2) من حرف العين: (عبداللّه بن العبّاس، من أصحاب رسول صلّى اللّه عليه وآله، كان محبّاً لعليعليه السلام، وتلميذه حاله في الجلالة والاخلاص لامير المؤمنين عليه السلام،أشهر من أن يخفى. وقد ذكر الكشّي أحاديث تتضمّن قدحاً فيه! وهو أجلّ من ذلك،وقد ذكرناها في كتابنا الكبير وأجبنا عنها رضي اللّه تعالى عنه) إنتهى.
وذكره ابن داود في القسم الاوّل (864)، وقال: (عبداللّه بن العبّاس (ل : ى)رضي اللّه عنه، حاله أعظم من أن يشار إليه في الفضل والجلالة ومحبة أميرالمؤمنين عليه السلام وانقياده إلى قوله). إنتهى.
وله مفاخرة مع معاوية وعمرو بن العاص وقد ألقمهما حجراً، رواها الصدوق فيالخصال: في باب الاربعة، قول معاوية: إني لاحبّك لخصال أربع، الحديث 35.
وقد شهد عند معاوية بأنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، قال: أنّاأولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ ذكر بعد ذلك علي بن أبي طالب، والحسن بن على،والحسين، وأولاده التسعة عليهم السلام. الخصال: باب الاثنى عشر، في أنّ الخلفاءوالائمة بعد النبيّ أثنا عشر، الحديث 41.
ثمّ إنّ الكشي ذكر في عبداللّه بن العبّاس (15) عدّة روايات مادحة وهي كماتلى:
والحسين، وأولاده التسعة عليهم السلام. الخصال: باب الاثنى عشر، في أنّ الخ والائمة بعد النبيّ أثنا عشر، الحديث 41 .
ثمّ إنّ الكشي ذكر في عبداللّه بن العبّاس (15) عدّة روايات مادحة وهي كماتلى:
وقد شهد عند معاوية بأنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، قا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ ذكر بعد ذلك علي بن أبي طالب، والحسن بن على،والحسين، وأولاده التسعة عليهم السلام. الخصال: باب الاثنى عشر، في أنّ الخلفاءوالائمة بعد النبيّ أثنا عشر، الحديث 41 .
(حمدويه وإبراهيم، قالا: حدّثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بنحميد، عن سلام بن سعيد، عن عبداللّه بن ياليل : رجل من أهل الطائف : قال: أتيناابن عبّاس نعوده في مرضه الذي مات فيه، قال: فأغمي عليه في البيت فأخرج إلى صحنالدار، قال: فأفاق، فقال: إنّ خليلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: أنيسأهجر هجرتين وأني سأخرج من هجرتى، فهاجرت هجرة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليهوآله، وهجرة مع علي عليه السلام، وأني سأعمى فعميت، وأني سأغرق فأصابتني حكّةفطرحني أهلي في البحر فغفلوا عني فغرقت ثمّ استخرجوني بعد. وأمرني أن أبرأ منخمسة: من الناكثين وهم أصحاب الجمل، ومن القاسطين وهم أصحاب الشام، ومن الخوارجوهم أهل النهروان، ومن القدرية وهم الذين ضاهوا النصارى في دينهم فقالوا لاقدر، ومن المرجئة الذين ضاهوا اليهود في دينهم فقالوا: اللّه أعلم، قال: ثمّقال: اللهم إني أحيي على ما حيي عليه علي بن أبي طالب، وأموت على ما مات عليهعلي بن أبي طالب.
قال: ثمّ مات فغسّل وكفّن ثمّ صلّي على سريره، قال: فجاء طائران أبيضان فدخلافي كفنه فرأى الناس إنما هو فقهه فدفن.
جعفر بن معروف قال: حدّثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن (ابن شريح)بن جريح، عن أبي عبداللّه عليه السلام، أنّ ابن عبّاس لما مات وأخرج خرج منكفنه طير أبيض يطير ينظرون إليه يطير نحو السماء حتى غاب عنهم، فقال: وكان أبييحبّه حبّاً شديداً، وكانت أمّه تلبسه ثيابه وهو غلام فينطلق إليه في غلمان بنيعبدالمطلب، قال: فأتاه بعدما أصيب ببصره، فقال: من أنت؟ قال: أنا محمد بن عليبن الحسين، فقال: حسبك من لم يعرفك فلا عرفك.
جعفر بن معروف، قال: حدّثني الحسين بن علي بن النعمان، عن أبيه، عن معاذ بنمطر، قال: سمعت إسماعيل بن الفضل الهاشمى، قال: حدّثني بعض أشياخى، قال: لماهزم علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه أصحاب الجمل بعث أمير المؤمنين عليهالسلام عبداللّه بن عبّاس إلى عائشة يأمرها بتعجيل الرحيل وقلة العرجة، قال ابنعبّاس: فأتيتها وهي في قصر بني خلف في جانب البصرة، قال: فطلبت الاذن عليها فلمتأذن فدخلت عليها من غير اذنها فإذا بيت قفار لم يعد لي فيه مجلس، فإذا هي منوراء سترين، قال: فضربت ببصري فإذا في جانب البيت رحل عليه طنفسة، قال: فمددتالطنفسة فجلست عليها، فقالت من وراء الستر: يا ابن عبّاس أخطأت السنّة! دخلتبيتنا بغير اذننا، وجلست على متاعنا بغير اذننا، فقال لها ابن عبّاس: نحن أولىبالسنّة منك ونحن علمناك السنّة، وإنما بيتك الذي خلفك فيه رسول اللّه صلّىاللّه عليه وآله، فخرجت منه ظالمة لنفسك غاشية لدينك عاتبة على ربّك عاصيةلرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فاذا رجعت إلى بيتك لم ندخله إلاّ باذنكولم نجلس على متاعك إلاّ بأمرك، إنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلامبعث إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة وقلة العرجة، فقالت: رحم اللّه أميرالمؤمنين ذلك عمر ابن الخطّاب! فقال ابن عبّاس: هذا واللّه أمير المؤمنين وإنّتربدت فيه وجوه ورغمت فيه معاطس، أما واللّه لهو أمير المؤمنين، وأمسّ برسولاللّه رحماً، وأقرب قرابة، وأقدم سبقاً، وأكثر علماً، وأعلى مناراً، وأكثرآثاراً من أبيك ومن عمر، فقالت: أبيت ذلك. فقال: أما واللّه إن كان إباؤك فيهلقصير المدّة عظيم التبعة ظاهر الشؤم بين النكد مبين المنكر، وما كان إباؤك فيهإلاّ حلب شاة حتى صرت ما تأمرين ولا تنهين ولا ترفعين ولا تضعين، وما مثلك إلاّكمثل ابن الحضرمي بن نجمان أخي بني أسد حيث يقول:
مازال إهداء القصائد بيننا
شتم الصديق وكثرة الالقاب‏
حتى تركتم كأنّ قلوبهم‏
في كلّ مجمعة طنين ذباب‏
قال: فأراقت دمعتها وأبدت عويلها وتبدى نشيجها، ثمّ قالت: أخرج واللّه عنكمفما في الارض بلد أبغض إل‏ؤيّ من بلد تكونون فيه، فقال ابن عبّاس: فواللّه ماذابلاؤنا عندك ولا بصنيعنا إليك، إنا جعلناك للمؤمنين أمّاً وأنت بنت أمّ رومان،وجعلنا أباك صدّيقاً وهو ابن أبي قحافة، فقالت: يا ابن عبّاس تمنّون عل‏ؤيّبرسول اللّه؟! فقال: ولم لا نمنّ عليك بمن لو كان منك قلامة منه مننتنا به،ونحن لحمه ودمه ومنه وإليه، وما أنت إلاّ حشية من تسع حشايا خلّفهنّ بعده لستبأبيضهنّ لوناً، ولا بأحسنهنّ وجهاً، ولا بأرشحهنّ عرقاً، ولا بأنضرهنّ ورقاً،ولا بأطرأهنّ أصلاً، فصرت تأمرين فتطاعين، وتدعين فتجابين، وما مثلك إلاّ كماقال أخو بني فهر:
مننت على قومي فأبدوا عداوة
فقلت لهم كفّوا العداوة والنكرا
ففيه رضا من مثلكم لصديقه‏
وأحجى بكم أن تجمعوا البغي والكفرا
قال أخو بني فهر:
مننت على قومي فأبدوا عداوة
فقلت لهم كفّوا العداوة والنكرا
ففيه رضا من مثلكم لصديقه‏
قال: ثمّ نهضت وأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فأخبرته بمقالتها وما رددتعليها، فقال: أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك).
وقال المفيد : قدّس سرّه : في الارشاد: باب ذكر الامام بعد أمير المؤمنينعليه السلام: روى أبو مخنف لوط بن يحيى، قال: حدّثني أشعث بن سوار، عن أبيإسحاق السبيعي وغيره، قالوا: خطب الحسن بن علي عليهما السلام في صبيحة الليلةالتي قبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام، فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى علىرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، ثمّ قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لميسبقه الاوّلون بعمل، ولا يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول اللّه صلّىاللّه عليه وآله فيقيه بنفسه... (إلى أن قال) وما خلف صفراء ولا بيضاء إلاّسبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لاهله : إلى أن قال ؤ: فالحسنة مودّتنا أهل البيت، ثمّ جلس فقام عبداللّه بن العبّاس رحمه اللّه بينيديه فقال: معاشر الناس هذا ابن نبيّكم ووصيّ إمامكم فبايعوه، فاستجاب لهالناس، فقالوا: ما أحبّه إلينا وأوجب حقّه علينا، وبادروا إلى البيعة لهبالخلافة وذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين منالهجرة، فرتب العمّال وأمر الامراء، وأنفذ عبداللّه بن العبّاس إلى البصرة، ونظرفي الامور... (إلخ).
هذا والاخبار المروية في كتب السير والروايات الدالّة على مدح ابن عبّاسوملازمته لعلي ومن بعده الحسن والحسين عليهم السلام كثيرة، وقد ذكر المحدّثالمجلسي : قدّس سرّه : مقداراً كثيراً منها في أبواب مختلفة من كتابه البحار،من أراد الاطلاع عليها فليراجع سفينة البحار في مادة عبس. ونحن وإن لم نظفربرواية صحيحة مادحة، وجميع ما رأيناه من الروايات في إسنادها ضعف، إلاّ أنّاستفاضتها أغنتنا عن النظر في إسنادها، فمن المطمأن به صدور بعض هذه الرواياتعن المعصومين إجمالاً.
وبازاء هذه الروايات روايات قادحة ذكرها الكشّي وهي كما تلى:
(15) (جعفر بن معروف، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد الانبارى، عن حمّاد بن عيسى،عن إبراهيم بن عمر اليمانى، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أتى رجل أبي عليه السلام، فقال: إنّ فلاناً : يعني عبداللّه بن العبّاس : يزعمأنه يعلم كلّ آية نزلت في القرآن في أيّ يوم نزلت، وفيم نزلت، قال: فسله فيمن نزلت: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً) وفيم نزلت: (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم) وفيم نزلت: (يا أيّها الذّين آمنوااصبروا وصابروا ورابطوا).
فأتاه الرجل، وقال: وددت الذي أمرك بهذا واجهني به فاسائله، ولكن سله ماالعرش ومتى خلق وكيف هو؟
فانصرف الرجل إلى أبي فقال له ما قال، فقال: وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا،قال: ولكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعي والمنتحل، أما الاوليان فنزلتا فيأبيه، وأما الاخيرة فنزلت في أبي وفينا، وذكر الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكونذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط.
فأما ما سألك عنه فما العرش؟ فإنّ اللّه عزّ وجلّ جعله أرباعاً لم يخلق قبلهشيئاً إلاّ ثلاثة أشياء الهواء والقلم والنور، ثمّ خلقه من ألوان مختلفة من ذلكالنور الاخضر الذي منه اخضرت الخضرة، ومن نور أصفر اصفرت منه الصفرة، ونور أحمراحمرت منه الحمرة، ونور أبيض وهو نور الانوار، ومنه ضوء النهار، ثمّ جعله سبعينألف طبق غلظ كلّ طبق كأوّل العرش إلى أسفل السافلين، وليس من ذلك طبق إلاّيسبّح بحمده ويقدّسه بأصوات مختلفة والسنّة غير مشتبهة، ولو سمع واحداً منهاشى‏ء مما تحته لانهدم الجبال والمدائن والحصون ولخسف البحار ولهلك ما دونه. لهثمانية أركان ويحمل كلّ ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم إلاّ اللّهيسبّحون الليل والنهار لا يفترون، ولو أحسّ شى‏ء مما فوقه ما قام لذل طرفة عين،بينه وبين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة ثمّ (القلم)العلم، وليس وراء هذا مقال لقد طمع الخائن في غير مطمع.
أما إنّ في صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقواماً من دين اللّهأفواجاً كما دخلوا فيه، وستصبغ الارض بدماء الفراخ من فراخ آل محمد، تنهض تلكالفراخ في غير وقت وتطلب غير ما تدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون لما يرونحتى يحكم اللّه وهو خير الحاكمين).
أقول: جعفر بن معروف لم يوثّق.
(حدّثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدّثنا الفضل بن شاذان، عنمحمد بن أبي عمير، قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام وذكر نحوه).
أقول: علي بن محمد بن قتيبة لم يوثقّ على أنّ الرواية مرسلة، وفي رجال المولىعناية اللّه: محمد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمد بن زياد، قال: جاء... إلخ،ولو صحّت النسخة فأحمد بن محمد بن زياد مجهول.
(حدّثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدّثنا الفضل بن شاذان، ع محمد بن أبي عمير، قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام وذكر نحوه).
أقول‏ : علي بن محمد بن قتيبة لم يوثقّ على أنّ الرواية مرسلة، وفيرجال المولى عناية اللّه: محمد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمد بن زياد، قال:
محمد بن مسعود، قال: حدّثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال: حدّثني حمدان ابنسليمان أبو الخير، قال: حدّثني أبو محمد بن عبداللّه بن محمد اليمانى، قال: حدّثين محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب الكوفى، عن أبيه الحسين، عن طاووس، قال: كنّا على مائدة ابن عبّاس ومحمد بن الحنفية حاضر فوقعت جرادة فأخذها محمد، ثمّقال: هل تعرفون ما هذه النقط السود في جناحها؟ قالوا: اللّه أعلم. فقال: أخبرنيأبي علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان مع النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، ثمّقال: هل تعرف يا علي هذه النقط السود في جناح هذه الجرادة؟ قال: قلت اللّهورسوله أعلم، فقال صلّى اللّه عليه وآله: مكتوب في جناحها (أنا اللّه ربّالعالمين خلقت الجراد جنداً من جنودي أصيب به من أشاء من عبادى).
فقال ابن عبّاس: فما بال هؤلاء القوم يفتخرون علينا يقولون انهم أعلم منا؟فقال محمد: ما ولدهم إلاّ من ولدنى، قال: فسمع ذلك الحسن بن علي صلوات اللّهعليهما فبعث إليهما وهما بالمسجد الحرام.
فقال لهما: أما انه قد بلغني ما قلتما إذ وجدتما جرادة، فأما أنت يا ابنعبّاس ففي من نزلت هذه الآية (فلبئس المولى ولبئس العشير) في أبي أو في أبيك؟!
وتلا عليه آيات من كتاب اللّه كثيراً، ثمّ قال: أما واللّه لولا ما تعلم(نعلم) لاعلمتك عاقبة أمرك ماهو وستعلمه، ثم إنك بقولك هذا مستنقص في بدنك،ويكون الجرموز من ولدك، ولو أذن لي في القول لقلت ما لو سمع عامّة هذا الخلقلجحدوه وأنكروه).
أقول: الرواية ضعيفة بعدّة من رواتها.
(قال الكشّى: روى علي بن يزداد الصائغ الجرجانى، عن عبدالعزيز بن محمد بنعبدالاعلى الجزرى، عن خلف المخزومي البغدادى، عن سفيان بن سعيد، عن الزهرى، قال: سمعت الحارث يقول: استعمل علي صلوات اللّه عليه على البصرة عبداللّه بن عبّاس،فحمل كلّ مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكّة وترك عليّاً عليه السلام، وكانمبلغه ألفي ألف درهم، فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكى، فقال: هذا ابن عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا فكيفيؤمن من كان دونه، أللّهم إني قد مللتهم فأرحني منهم، واقبضني إليك غير عاجزولا ملول).
(قال الكشّى: قال شيخ من أهل اليمامة يذكر عن معلّى بن هلال، عن الشعبى، قال: لما احتمل عبداللّه بن عبّاس بيت مال البصرة، وذهب به إلى الحجاز، كتب إليه عليبن أبي طالب عليه السلام:
(من عبداللّه علي بن أبي طالب إلى عبداللّه بن عبّاس أمّا بعد: فإني كنتأشركتك في أمانتى، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي ومؤازرتيوأداء الامانة إل‏ؤىّ، فلمّا رأيت الزمان على ابن عمّك قد كلب، والعدو عليه قدحرب، وأمانة الناس قد عزت (عرت) (خونت)، وهذه الامور قد فشت، قلبت لابن عمّك ظهرالمجن، وفارقته مع المفارقين، وخذلته أسوأ خذلان الخاذلين، فكأنك لم تكن تريداللّه بجهادك، وكأنك لم تكن على بيّنة من ربّك، وكأنك إنما كنت تكيد أمّة محمدصلّى اللّه عليه وآله على دنياهم، وتنوي غرتهم، فلمّا أمكنتك الشدّة في خيانةأمّة محمد أسرعت الوثبة وعجّلت العدوة، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئبالازل دامية المعزى الكسيرة. كأنك : لا أباً لك : إنما جررت إلى أهلك تراثك منأبيك وأمّك، سبحان اللّه، أما تؤمن بالمعاد أو ما تخاف من سوء الحساب أو مايكبر عليك أن تشتري الاماء وتنكح النساء بأموال الارامل والمهاجرين الذين أفاءاللّه عليهم هذه البلاد؟ اردد إلى القوم أموالهم فواللّه لئن لم تفعل ثمّأمكنني اللّه منك لاعذرن اللّه فيك، واللّه فواللّه لو أنّ حسناً وحسيناً فعلامثل الذي فعلت لما كانت لهما عندي في ذلك هوادة، ولا لواحد منهما عندي فيهرخصة، حتى آخذ الحقّ وأزيح الجور عن مظلومها، والسلام).
قال: فكتب إليه عبداللّه بن عبّاس (أمّا بعد، فقد أتاني كتابك تعظم علي إصابةالمال الذي أخذته من بيت مال البصرة ولعمري إنّ لي في بيت مال اللّه أكثر مماأخذت: والسلام).
قال: فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام (أمّا بعد، فالعجب كلّ العجب منتزيين نفسك أنّ لك في بيت مال اللّه أكثر مما أخذت، وأكثر مما لرجل منالمسلمين، فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الاثم،ويحلّ لك ما حرّم اللّه عليك، عمّرك اللّه إنك لانت العبد المهتدي إذن! فقدبلغني أنّك اتخذت مكّة وطناً وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكّة والطائف،تختارهن على عينك، وتعطي فيهن مال غيرك! واني لاقسم باللّه ربّي وربّك، ربّالعزّة، ما يسرّني أنّ ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبى ميراثاً، فلا غروأشد باغتباطك تأكله رويداً رويداً، فكأن قد بلغت المدى وعرضت على ربّك المحلالذي تتمنى الرجعة والمضيع للتوبة (كذلك) ذلك وما ذلك ولات حين مناص،والسلام).
بلغني أنّك اتخذت مكّة وطناً وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكّة والطائف، تختارهن على عينك، وتعطي فيهن مال غيرك! واني لاقسم باللّه ربّي وربّك، ربّالعزّة، ما يسرّني أنّ ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبى ميراثاً، فلا غروأشد باغتباطك تأكله رويداً رويداً، فكأن قد بلغت المدى وعرضت على ربّك المحل
قال: فكتب إليه عبداللّه بن عبّاس: (أمّا بعد فقد أكثرت عل‏ؤىّ، فواللّه لئنألقى اللّه بجميع ما في الارض من ذهبها وعقيانها أحبّ إل‏ؤيّ من أن ألقى اللّهبدم رجل مسلم».
أقول: هذه الرواية وما قبلها من طرق العامّة، وولاء ابن عبّاس لامير المؤمنينوملازمته له عليه السلام هو السبب الوحيد في وضع هذه الاخبار الكاذبة وتوجيهالتهم والطعون عليه، حتى أنّ معاوية لعنه اللّه كان يلعنه بعد الصلاة! مع لعنهعليّاً والحسنين وقيس بن عبادة والاشتر!! كما عن الطبري وغيره، وأقلّ ما يقالفيهم أنهم صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فكيف كان يلعنهم ويأمربلعنهم!!
وقال الكشّي قبل ترجمة عبداللّه بن عبّاس متصلاً بها، وفي ترجمة عبيد اللّهابن عبّاس (51):
(وروى محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، عن موسى بن بكر الواسطى، عنالفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: قال أمير المؤمنينعليه السلام: أللّهم العن ابني فلان وأعمّ أبصارهما، كما أعميت قلوبهما الاجلين(الاكلين) في رقبتي واجعل عمى أبصارهما دليلاً على عمى قلوبهما).
وهي ضعيفة بالارسال: أولاً لجهالة طريق الكشّي إلى محمد بن عيسى بن عبيد،وبمحمد بن سنان وموسى بن بكر الواسطي ثانياً.
ثمّ إنّ الكليني : قدّس سرّه : روى عن محمد بن أبي عبداللّه ومحمد بن الحسن،عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعاً عن الحسن ابن عبّاس بنحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام عن أبي عبداللّه عليه السلام، قال: بيناأبي جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغرورقت عيناه دموعاً، ثمّ قال: هل تدرون ماأضحكنى؟ قال فقالوا: لا، قال: زعم ابن عبّاس أنه من الذين قالوا ربّنا اللّهثمّ استقاموا، فقلت له: هل رأيت الملائكة يابن عبّاس تخبرك بولائها لك فيالدنيا والآخرة مع الامن من الخوف والحزن؟ قال: فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالىيقول: (إنما المؤمنون إخوة) وقد دخل في هذا جميع الامّة، فاستضحكت (الى أن قال)ثمّ تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثمّ لقيته فقلت يابن عبّاس ما تكلّمت بصدقبمثل أمس، قال لك علي بن أبي طالب: إنّ ليلة القدر في كلّ سنة وأنه ينزل في تلكالليلة أم‏ؤر السنة وأنّ لذلك الامر ولاة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله،فقلت من هم، فقال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدّثون، فقلت: لاأراها كانت إلاّمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، فتبدّى لك الملك الذي يحدّثه، فقال: كذبتيا عبداللّه رأيت عيناي الذي حدّثك به علي عليه السلام، ولم تره عيناه ولكن وعيقلبه ووقر في سمعه، ثمّ صفقك بجناحه فعميت، قال: فقال ابن عبّاس: ما اختلفنا فيشى‏ء فحكمه إلى اللّه تعالى، فقلت له: فهل حكم اللّه في حكم من حكمه بأمرين؟قال: لا، قلت: هيهنا هلكت وأهلكت، الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة، باب في شأنإنّا أنزلناه في ليلة القدر 41، الحديث 2.
وهذه الرواية مضافاً إلى ضعفها بالحسن بن العبّاس بن حريش، آثار الوضع عليهاظاهرة، فإنّ الظاهر من ضحك الباقر عليه السلام أنّ الامر وقع قريباً، والمفروضفي الرواية أنه عليه السلام كان جالساً وعنده نفر فكانت هذه القصة زمان إمامتهعليه السلام، ولا أقّل أنها كانت زمان كبره عليه السلام، مع أنّ ابن عبّاس ماتسنة ثمان وستين، وولد أبو جعفر عليه السلام سنة سبع وخمسين، فالقضية مكذوبة لامحالة.
والمتحصّل مما ذكرنا أنّ عبداللّه بن عبّاس كان جليل القدر، مدافعاً عن أميرالمؤمنين والحسنين عليهم السلام، كما ذكره العلاّمة وابن داود.
روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله. الفقيه: الجزء 4، باب النوادر وهوآخر أبواب الكتاب، الحديث 852.
وروى عنه عبداللّه بن جعفر الطيّار. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4، باب ماجاء في الاثني عشر والنصّ عليهم، عليهم السلام 126، ذيل الحديث 4.



 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net