13599: يحيى بن القاسم 

الكتاب : معجم رجال الحديث ـ الجزء الحادي والعشرون   ||   القسم : الرجال   ||   القرّاء : 11460


13599: يحيى بن القاسم:
ِ قال النجاشى: (يحيى بن القاسم، أبو بصير الاسدى، وقيل أبو محمد: ثقة، وجيه، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهم السلام، وقيل: يحيى بن أبي القاسم، واسم أبي القاسم إسحاق، وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام، له كتاب يوم وليلة.
أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان، قال: حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير بكتابه، ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة).
وقال الشيخ (797): (يحيى بن القاسم، يكنّى أبا بصير، له كتاب مناسك الحجّ، رواه علي بن أبي حمزة، والحسين بن أبي العلاء، عنه).
وعدّه في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام (9)، قائلاً: (يحيى بن القاسم، أبو محمد، يعرف بأبي بصير الاسدى، مولاهم، كوفى، تابعى، مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبد اللّه عليه السلام).
وقال العلاّمة: (وقال علي بن أحمد العقيقى: يحيى بن القاسم الاسدى، مولاهم، ولد مكفوفاً، رأى الدنيا مرّتين، مسح أبو عبد اللّه عليه السلام على عينيه، وقال: انظر ماترى؟ قال: أرى كوّة في البيت وقد أرانيها أبوك من قبلك). (إنتهى). الخلاصة: (3) من الباب (1)، من حرف الياء، من القسم الثانى.
ولا بدّ من التكلم في جهات:
الاولى: أنّ أبا بصير يحيى قد اختلفت الكلمات في أبيه، فمنهم من ذكر: أنه أبو القاسم، كما تقدّم عن البرقي وابن فضّال والمفيد والشيخ، وقد صرّح المفيد والشيخ بأنّ اسم أبي القاسم إسحاق. ومنهم من ذكر: أنّ اسمه القاسم كما ذكره النجاشي والشيخ، وعلي بن أحمد العقيقى، والظاهر أنّ اسم والده: أبو القاسم، وقد صرّح به في روايتين ذكرهما الصدوق : قدّس سرّه ؤ، وقد تقدّمت الروايتان في يحيى بن أبي القاسم. ثمّ على تقدير أن يكون اسم والد يحيى القاسم دون أبي القاسم، فهو غير يحيى بن القاسم الحذّاء على ماتبيّن إن شاء اللّه تعالى.
الثانية: أنّ المذكور في الروايات الكثيرة أبو بصير من دون ذكر اسمه، وأبو بصير كنية لعدّة أشخاص، منهم: عبد اللّه بن محمد الاسدى، وليث بن البختري المرادى، ويحيى بن أبي القاسم الاسدى، ولكن المعروف بأبي بصير هو الاخير فمتى لم تكن قرينة على ارادة غيره فهو المراد.
ويدلّنا على ذلك أمور:
الاوّل: قول الشيخ في أنه يعرف بأبي بصير الاسدى، فإنه يظهر من ذلك أنّ أبا بصير الاسدي متى ما أطلق فالمراد به هو يحيى بن أبي القاسم، دون عبد اللّه بن محمد، وإن كان هو أيضاً أسدياً.
الثانى: قول ابن فضّال حينما سئل عن اسم أبي بصير، أنّه يحيى بن أبي القاسم، فإنه ظاهر في أنّ أبا بصير متى ما أطلق فالمراد به يحيى بن أبي القاسم.
الثالث: أنّ الصدوق ذكر طريقه إلى أبي بصير مطلقاً، وقد بدأ به السند في الفقيه ما يقرب من ثمانين مورداً ولم يذكر اسمه، والمراد به يحيى بن أبي القاسم جزماً فإنّ الراوي عنه علي بن أبي حمزة، وهو قائد أبي بصير يحيى بن أبي القاسم، وروايته عن أبي بصير كثيرة في الكتب الاربعة، وقد تقدّم التصريح برواية علي ابن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم في ترجمته.
وهذا يدلّنا بوضوح أنّ أبا بصير متى ما أطلق فالمراد به يحيى بن أبي القاسم، هذا مع أنه لم يوجد ولا مورد واحد يطلق أبو بصير، ويراد به عبد اللّه ابن محمد الاسدى، أو غيره من غير المعروفين، فغاية الامر أن يتردّد أمر أبي بصير متى ما أطلق، بين يحيى بن أبي القاسم الاسدى، وبين ليث بن البختري المرادى، ولا أثر لهذا التردّد بعد كون كلّ منهما ثقة، على ماتقدّم ويأتى:
الثالثة: أنّ أبا بصير الاسدي مغاير ليحيى بن القاسم الحذّاء الآتي جزماً، لانّ الثاني واقفي وقد بقي إلى زمان الرضا سلام اللّه عليه، وأبو بصير مات سنة مائة وخمسين، نعم، روت الواقفة عن أبي بصير ما استدلوا به على صحّة مذهبهم ويأتي ذكر ذلك، وهذا أجنبي عن كونه واقفياً وباقياً إلى زمان الرضا عليه السلام.
الرابعة: قد عرفت عن النجاشي أنه ثقة وجيه، وقد تقدّم في ترجمة بريد عدّ الكشّي إيّاه من أصحاب الاجماع، وحكي عن بعضهم أنه قال مكان أبي بصير الاسدى، أبو بصير المرادى، وهو ليث بن البخترى، فإنّ ظاهر هذا الكلام أنّ المعروف بينهم أنّ أبا بصير الاسدي هو من أصحاب الاجماع، وأمّا تبديله بأبي بصير المرادي فهو قول قاله بعضهم. ثمّ إنّ الروايات التي وردت في أبي بصير بين مادحة وذامّة، وما لا مدح فيه ولا ذمّ.
أما الاخير: فهي ما رواه الكشّي عن طاهر بن عيسى، قال: حدّثني جعفر ابن أحمد الشجاعى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمى، عن عبد اللّه بن وضّاح، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام (إلى أن قال): فقال عليه السلام: يا أبا محمد ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا، وإنّما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا. وتقدّمت الرواية بتمامها في ترجمة عبد اللّه بن محمد الاسدى.
لا أما الاخير: فهي ما رواه الكشّي عن طاهر بن عيسى، قال: حدّثني جعفر ابن أحمد الشجاعى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمى، عن عبد اللّه بن وضّاح، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام (إلى أن قال): فقال عليه السلام: يا أبا محمد ليس لكم أن تدخلوا علينا في أمرنا، وإنّما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا. وتقدّمت الرواية بتمامها في ترجمة عبد اللّه بن محمد الاسدى.
قول قاله بعضهم. ثمّ إنّ الروايات التي وردت في أبي بصير بين مادحة و لا مدح فيه ولا ذمّ.
أما الاخير: فهي ما رواه الكشّي عن طاهر بن عيسى، قال: حدّثني جعفر بن أحمد الحسين، عن أحمد بن الحسن الميثمى، عن عبد اللّه بن وضّاح،
وأمّا المادحة فهي كما تلى:
الاولى: ما تقدّم في ترجمة ليث بن البختري من رواية الكشّى، عن أبي بصير الضرير البصير، ضمان أبي عبد اللّه عليه السلام له الجنّة، وذكرها في ترجمة علبّاء بن دراع، عن أبي جعفر عليه السلام، وعلى كلّ، فالرواية ضعيفة كما تقدّم.
الثانية: مارواه محمد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مثنى الحنّاط، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام، فقلت له: أنتم ورثة رسول اللّه؟ قال: نعم، فقلت: رسول اللّه وارث الانبياء علم كلّ ماعلموا؟ قال لى: نعم، قلت: فأنتم تقدون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص؟ قال: نعم بإذن اللّه، ثمّ قال لى: أدن مني يا أبا محمد، فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء، والارض والبيوت وكلّ شى‏ء في البلد، ثم قال لى: أتحبّ أن تكون هكذا، ولك ما للناس، وعليك ما عليهم يوم القيامة، أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصاً؟ قلت: أعود كما كنت، فمسح على عيني فعدت كما كنت، قال: فحدّثت ابن أبي عمير بهذا. فقال: أشهد أنّ هذا حقّ، كما أنّ النهار حقّ. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4، باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام (118)، الحديث 3.
ورواها الكشّي بسنده، عن أبي بصير قريباً من ذلك، وتقدّمت في ترجمة ليث بن البخترى.
الثالثة: ما رواه الكشّي عن حمدويه، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفى، قال: قلت لابي عبد اللّه عليه السلام، ربما احتجنا أن نسأل عن الشى‏ء فممن نسأل؟ قال: عليك بالاسدي يعني أبا بصير، ذكرها الكشّي في ترجمة ليث بن البختري (68).
أقول: الرواية صحيحة السند، وقد عرفت أنّ أبا بصير الاسدي هو يحيى ابن أبي القاسم.
الرابعة: ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، قال: صلّى بنا أبو بصير في طريق مكّة... (الحديث). الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 3، باب السجود والتسبيح والدعاء فيه (25)، الحديث 8.
ورواها الشيخ بإسناه، عن أحمد بن محمد، مثله. التهذيب: الجزء 2، باب كيفية الصلاة وصفاتها من الزيادات، الحديث 1208.
والرواية صحيحة وواضحة الدلالة على جلالة أبي بصير في فقهه، وورعه، من جهة ائتمام محمد بن مسلم به.
الخامسة: ما رواه محمد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام، إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره النفس، فل‏ؤمّا أخذ مجلسه، قال له أبو عبد اللّه عليه السلام: يا أبا محمد ما هذا النفس العالى؟ فقال: جعلت فداك ياابن رسول اللّه، كبر سنّى، ودقّ عظمى، واقترب أجلى، مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتى. فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا أبا محمد وإنّك لتقول هذا؟ قال: جعلت فداك وكيف لا أقول هذا؟ فقال: يا أبا محمد أما علمت أنّ اللّه يكرم الشباب منكم، ويستحيي من الكهول. (الحديث). الروضة: الحديث 6.
والرواية طويلة، وفيها مدح بليغ للشيعة، ولابي بصير، لكن الرواية ضعيفة، ورواها الشيخ المفيد باختلاف ما. الاختصاص: ص 104، وهي أيضاً ضعيفة.
وأما الروايات الذامّة فهي كما تلى:
الاولى: ما رواه علي بن عيسى الاربلى، عن إسحاق بن ع‏ؤمّار، قال: أقبل أبو بصير مع أبي الحسن موسى عليه السلام من المدينة يريد العراق، فنزل زبالة، فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائنى، وكان تلميذاً لابي بصير فجعل يوصيه بحضرة أبي بصير ويقول: ياعلي إذا صرنا إلى الكوفة تقدّم في كذا فغضب أبو بصير وخرج من عنده، فقال: لا واللّه ما أرى هذا الرجل أن أصحبه منذ حين، ثمّ يتخطّاني بحوائجه إلى بعض غلمانى، فل‏ؤمّا كان من الغد حمّ أبو بصير بزبالة، فدعا بعلي بن أبي حمزة، فقال: أستغفر اللّه م‏ؤمّا حلّ في صدري في مولاى، ومن سوء ظنّي به، كان قد علم أنّي ميّت وأنّي لا ألحق بالكوفة، فإذا أنا مت فافعل بي كذا وتقدّم في كذا، فمات أبو بصير بزبالة. كشف الغ‏ؤمّة: الجزء 3.
أقول: هذه الرواية لا تدلّ على أنّ أبا بصير أساء الظنّ بالإمام عليه السلام، ثمّ إنه تاب عن ذلك، على أنّ الرواية ضعيفة بالارسال وغير قابلة للاعتماد عليها.
السلام، ثمّ إنه تاب عن ذلك، على أنّ الرواية للاعتماد عليها.
أقول‏ : هذه الرواية لا تدلّ على أنّ أبا بصير أساء الظنّ بالإمام عليه السلام، ثمّ إنه تاب عن ذلك، على أنّ الرواية ضعيفة بالارسال وغير قابلة للاعتماد عليها.
ميّت وأنّي لا ألحق بالكوفة، فإذا أنا مت فافعل بي كذا وتقدّم في كذ بصير بزبالة. كشف الغ‏ؤمّة: الجزء 3 .
الثانية: ما رواه الكشّي عن الحسين بن أشكيب، في ترجمة ليث بن البختري أيضاً، عن محمد بن خالد البرقى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وأبي العباس، قال: بينما نحن عند أبي عبد اللّه عليه السلام إذ دخل أبو بصير، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: الحمد للّه الذي لم يقدم أحد يشكو أصحابنا العام، قال: فظننت أنه تعرّض بأبي بصير.
والجواب: أنّ الرواية مرسلة ولا دلالة فيها على الذمّ، على ما بيّناه في ترجمة ليث بن البخترى.
والثالثة: ما رواه الكشّي في الموضع المتقدّم عن حمدان، قال: حدّثنا معاوية، عن شعيب العقرقوفى، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن امرأة تزوّجت ولها زوج فظهر عليها. قال: ترجم المرأة ويضرب الرجل مائة سوط. لانه لم يسأل. قال شعيب: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام، فقلت له: امرأة تزوّجت ولها زوج، قال: ترجم المرأة ولا شى‏ء على الرجل، فلقيت أبا بصير، وقلت له: إنّي سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة التي تزوّجت ولها زوج، قال ترجم المرأة ولا شى‏ء على الرجل، قال: فمسح صدره، وقال: ما أظنّ صاحبنا تناهي حكمه بعد.
والجواب: أنّ الرواية مرسلة، فإنّ الكشّي لا يمكن أن يروي عن حمدان بلا واسطة، على أنّ المراد بأبي بصير فيها هو المرادى، على ما صرّح به في رواية أخرى تقدّمت في ترجمة ليث بن البخترى.
الرابعة: ما رواه الكشّي في الموضع المتقدّم، عن محمد بن مسعود، قال: حدّثني جبرئيل بن أحمد، قال: محمد بن عيسى عن يونس، عن ح‏ؤمّاد الناب، قال: جلس أبو بصير على باب أبي عبد اللّه عليه السلام ليطلب الاذن، فلم يؤذن له، فقال: لو كان معنا طبق لاذن، قال: فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير، قال: أف أف ما هذا؟ قال جليسه: هذا كلب شغر في وجهك.
والجواب: أنّ هذه الرواية ضعيفة، فإنّ جبرئيل بن أحمد لم يوثّق، فلا يمكن الاعتماد عليها.
الخامسة: ما ذكره الكشّي (346)، قال: (وجدت في بعض روايات الواقفة: علي بن إسماعيل بن يزيد، قال: شهدنا محمد بن عمران البارقي في منزل علي ابن أبي حمزة وعنده أبو بصير، قال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام، يقول: منّا ثمانية محدّثون، سابعهم قائمهم، فقال أبو بصير ابن أبي القاسم فقبّل رأسه، وقال: سمعت من أبي جعفر عليه السلام، منذ أربعين سنة، فقال له أبو بصير: سمعت من أبي جعفر عليه السلام، وإنّي كنت خماسياً سامعاً بهذا. قال: أسكت ياصبي ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم : يعني القائم عليه السلام ؤ، ولم يقل ابني هذا).
أقول: يظهر من قول الكشّي أنّ الواقفة تمسّكوا بهذه الرواية للاستدلال على مذهبهم، ويستلزم ذلك أنّ أبا بصير روى ما ينافي مذهب الحقّ، ولكن ذلك لم يثبت، فإنّ سند الرواية غير مذكور، فالظاهر أنّ الرواية من موضوعات الواقفة، على أنّ متنها مضطرب جداً، ولا يستفاد منها معنى صحيح.
السادسة: ما رواه الكشّي في الموضع المذكور أيضاً، قال: (حدّثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الواسطى، ومحمد بن يونس، قالا: حدّثنا الحسن بن قياما الصيرفى، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه. قلت: فكيف أصنع بحديث حدّثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: أنّ أبا عبد اللّه عليه السلام، قال: إن جاءكم من يخبركم أنّ ابني هذا مات وكفّن وقبّر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدّقوا به؟ قال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدّثه، إنما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الامر).
أقول: هذه الرواية ضعيفة السند، ولا أقلّ من جهة الحسن بن قياما الصيرفى، على أنها معارضة بعدّه روايات. منها: ما رواه الصفّار، قال: حدّثنا أبو طالب بن عثمان بن عيسى، قال: كنت أنا وأبو بصير، ومحمد بن عمران مولى أبي جعفر بمنزله مكّة، قال: فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدّثاً، قال له أبو بصير: واللّه لسمعت من أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: فحلّفه مرّة واثنتين أنه سمعت، قال: فقال أبو بصير: كذا سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: بصائر الدرجات: الجزء 7، باب في الائمة أنّهم عليهم السلام محدّثون مفهمّون (5)، الحديث 2.
ورواها الصدوق بإسناده، عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القمّى، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، مثله. العيون: الجزء 1، الباب 6، في النصوص على الرضا عليه السلام. بالامامة في جملة الائؤمّة الاثني عشر عليهم السلام، الحديث 23.
ورواها بسند صحيح في كمال الدين: الجزء 2، الباب 33، في ما روي عن الصادق عليه السلام، الحديث 6.
عليه السلام. بالامامة في جملة الائؤمّة الاثني عشر ورواها بسند صحيح في كمال الدين: الجزء 2، الباب 33، في ما روي عن الصادق عليه السلام، الحديث 6.
6 ، في النصوص على الرضا عليه السلام. بالامامة في جملة الائؤمّة الاثني عشر عليهم السلام، الحديث 23 .
ورواها بسند صحيح في كمال الدين: الجزء 2 ، الباب 33 ، في ما روي عن الصادق عليه السلام، الحديث 6 .
ورواها محمد بن يعقوب بإسناده، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، مثله، باختلاف يسير. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم السلام 126، الحديث 20.
ومنها: ما رواه محمد بن يعقوب بإسناده، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، أنه ذكر اللوح الذي رآه جابر وفيه أسماء الائمّة سلام اللّه عليهم، من أوّلهم إلى آخرهم، وفيه: ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة موسى عبدي وحبيبى، وخيرتي في علي وليّي وناصرى، ومن أضع عليه أعباء النبوّة، وأمتحنه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر (الخبر). الكافي: هذا الجزء والباب، الحديث 3.
ورواها الصدوق بإسناده، عن أبي بصير، مثله، باختلاف يسير. العيون: الجزء 1، الباب 6، في النصوص على الرضا عليه السلام، بالامامة في جملة الائمة الاثني عشر عليهم السلام، الحديث 2.
ومنها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: يكون تسعة أئؤمّة بعد الحسين بن على، تاسعهم قائمهم. الكافي: الجزء 1، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم، عليهم السلام (126)، الحديث 15.
ومنها: ما رواه الصدوق بإسناده، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: الائؤمّة بعدي اثنا عشر، أوّلهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائى، وحجج اللّه على أمّتي بعدى، المقرّ بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر. العيون: الجزء 1، الباب (6)، الحديث 28.
ومنها: ما رواه بإسناده، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: منّا اثنا عشر مهدياً، مضى ستة، وبقي ستة، ويصنع اللّه في السادس ما حبّ. الجزء 1، الباب المتقدّم، الحديث 37.
ومنها: ما رواه أيضاً بإسناده، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول (إلى أن قال): فقلت: يابن رسول اللّه ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال عليه السلام: يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى، ذلك، (الخبر). هذا الجزء، الباب المتقدّم، الحديث 30.
وبهذه الروايات يظهر الجواب ع‏ؤمّا ذكره الموسوي في كتابه في نصرة الواقفة، قال: وحدّثني حنان بن سدير، عن أبي إسماعيل الابرص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: على رأس السابع منّا الفرج.
قال: وحدّثني أبو محمد الصيرفى، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: كأنّي بابني هذا يعني أبا الحسن قد أخذه بنو فلان فمكث في أيديهم حيناً ودهراً، ثمّ خرج من أيديهم فيأخذ بيد رجل من ولده حتى ينتهي به إلى جبل رضوى، ذكرهما الشيخ في الغيبة: في الكلام على الواقفة، ص 36، على أنّ الروايتين ضعيفتان جداً، فلا اعتماد عليهما.
والمتحصّل مما ذكرنا: أنه لاشى‏ء من الروايات الذامّة ماهو صحيح السند. نعم، تقدّمت، رواية صحيحة عن شعيب في قضية تزويج الرجل امرأة لها زوج، في ترجمة ليث بن البخترى، وقلنا هناك: إنّ الرواية لا دلالة فيها على ذمّ أبي بصير، كما قلنا: إنّ الرواية من جهة فقه الحديث لابدّ من ردّ علمها إلى أهلها، إذاً لا ينبغي الشكّ في وثاقة أبي بصير يحيى بن أبي القاسم وجلالته.
وأمّا قول ابن فضّال: إنه كان مخلّطاً فلا ينافي التوثيق، فإنّ التخليط معناه أن يروي الرجل ما يعرف وما ينكر، فلعلّ بعض روايات أبي بصير كانت منكرة عند ابن فضّال، فقال: إنه مخلّط.
بقي هنا أمران:
الاوّل: أنّك قد عرفت أنّ أبا بصير مات بعد وفاة الصادق عليه السلام بقليل، وتقدّم في بعض الروايات أنه مات في زبالة عند منصرفة من الحجّ في خدمة موسى بن جعفر عليهما السلام.
ولكن محمد بن يعقوب، روى عن سعد بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن جعفر، جميعاً، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: قبض موسى بن جعفر عليهما السلام، وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومائة. وعاش بعد جعفر عليه السلام خمساً وثلاثين سنة. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4. باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام (120)، الحديث 9.
بن جعفر عليهما السلام (120)، الحديث 9.
عن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: قبض موسى بن جعفر عليهما السلام، وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومائة. وعاش بعد جعفر عليه السلام خمساً وثلاثين سنة. الكافي: الجزء 1 ، كتاب الحجّة 4 . باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام (120)، الحديث 9 .
ولكن محمد بن يعقوب، روى عن سعد بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن جعفر عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد
وهذه الرواية فيها تحريف لا محالة، وقد مرّ في ترجمة عبد اللّه بن مسكان: أنه أيضاً لم يبق إلى زمان الرضا عليه السلام، ومع ذلك فالرواية في نفسها ضعيفة، فإنّ محمد بن سنان في نفسه لم يوثّق.
الامر الثانى: أنّك قد عرفت عن النجاشي أنّ راوي كتاب أبي بصير هو الحسن بن علي بن أبي حمزة، وذكر الشيخ أنّ راوي كتابه هو الحسن، عن أبيه علي بن أبي حمزة، والظاهر أنّ في عبارة النجاشي تحريفاً، وقد سقطت منها كلمة (عن أبيه)، فإنه لم يعهد رواية الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير بلا واسطة، ويروي علي بن أبي حمزة عنه كثيراً، وكان هو قائده ومن غلمانه.
وكيف كان، فطريق الصدوق : قدّس سرّه : إليه: محمد بن علي ماجيلويه : رضي اللّه عنه ؤ، عن ع‏ؤمّه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن أبي بصير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، والطريق ضعيف، ولا أقلّ من جهة علي بن أبي حمزة، كما أنّ طريق الشيخ إليه مجهول.



 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net