مقدمة التحقيق 

الكتاب : منية السائل   ||   القسم : الكتب الفتوائية   ||   القرّاء : 6271

الحمد للّه رب العالمين و الصلاة و السلام على خير رسله المبعوث رحمة للعالمين و على آله الغر الهداة الميامين و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

الحمد للّه الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه لقد جاءت رسل ربنا بالحق.

راودتني منذ فترة فكرة جمع ما تناثر من استفتاءات المرجع الأعلى زعيم الحوزة العلمية في العالم الإمام السيد أبي القاسم الموسوي الخوئي متع اللّه المسلمين بطول عمره الشريف و هي فكرة لا يخفى نفعها إن على صعيد تعميم الفائدة أو على صعيد حفظ هذا التراث المقدّس.

و كانت هذه الفكرة تلح عليّ رغم هموم التحصيل و شواغل الأيام فلما تيسّر بعض من الوقت و كثير من الفتاوى استعنت باللّه و شحذت ملكة الترتيب و التبويب لتأتي هذه الاستفتاءات قريبة من البغية و المنية فيسهل موردها الصافي للناهلين.

و بعد فإنّ هذه المسائل تجيب عن كثير من الفروع الفقهية التي كان أمرها يعتلج في قلوب كثير من المكلفين، فكم من أمر مخفي تظهره أو ملتبس توضحه أو صعب تيسره مع سلاسة عرض و إيجاز عبارة.

و لعمري إن فائدتها الكبرى تمكن في مستحدثات المسائل التي انبثّت في كل‌

منية السائل (للخوئي)، ص: 6‌

الأبواب حتى و سمت هذه المسائل بميسمها و طبعتها بطابعها، فهذه مسائل الإجارة و البنوك و العقود و غيرها تبيّن لإنسان عصرنا سبل تعامله و حدود تصرفه في مجتمعة المعيش.

و هي بعد مرشد المبلغين في كثير من الأمور التي كانوا يتوقفون أمامها حيارى فعساهم الآن يرجعون.

أما حول ترتيب الكتاب فلقد عمدت إلى أفراد مسائل كل باب بعد أن كانت مختلطة في أوراق السائلين و حرصت على تصوير الأسئلة و الأجوبة في آخر كل باب أداء للأمانة و توثيقا لما طبع، و أشرت إلى السؤال بحرف س، و إلى الجواب بحرف ج و لا بد من التنبيه على أن الجواب إنما يكون على طبق السؤال، و قد حرص السيد (حفظه اللّه) على هذا عندما كان يردد في مفروض السؤال كذا. أو في الصورة المفروضة كذا. فلا يذهبنّ بك الظن إلى توهم التعارض بين هذه الفتاوى و بين الرسالة العملية، بل أنعم النظر ترشد و تهتد.

فإليك يا أخي المؤمن هذا الدر المنثور من عطايا سيد من سدنة الدين و حماته أحرز نيابة الإمام «عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف» و الشرف التام و صارع و ما يزال صروف الدهر و نوائب الزمان فرّج اللّه عنه و عنا و هدانا و إياكم إلى صراط مستقيم.

و في الختام لا بد أن أشكر كل من قدّم لي الاستفتاءات حتى أبصر هذا الكتاب النور.

و أسأل اللّه العلي القدير أن يجعل هذا الجهد المتواضع خالصا لوجهه الكريم و أن يكون ذخرا لنا يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم.

موسوي مفيد الدين الشيخ محمد عاصي بيروت يوم السبت 15 محرم الحرام 1412 ه‍ 27 تموز 1991 م‌

منية السائل (للخوئي)، ص: 7‌

بسم اللّه الرحمن الرحيم

مقدمة الطبعة الثانية

ما كادت تظهر الطبعة الأولى من هذا الكتاب، حتى تلهفت عليه النفوس و تلقفته الأيدي. فوجدت من المناسب أن أعيد طبعه مصححا منقحا.

و اعلم أن السائل كما قد يكون عالما مفلقا فصيحا، قد يكون عاميا من الناس، يخطئ قواعد النحو و آداب الصياغة فكان لا محيص من التعديل مقتصرين في ذلك على موارد الضرورة.

و لعمري ما هذا التوفيق الذي حازه الكتاب إلّا بركة من بركات أهل بيت النبوة و معدن العلم و قرناء الكتاب، و هو بعد بركة من بركات المرجع الأعلى الإمام الخوئي «دام ظله» الذي خدم الدين و شريعة سيد المرسلين مددا مديدة و عقودا عديدة و هو ما يزال يقوم بالزيادة على ضنك عيش و تنغيص حياة مدّ اللّه عمره الشريف و زاده و حفظه و رعاه و أعظم أجره و رفع درجته.

و أوجه هنا مزيد الشكر و الامتنان إلى الأخ الكريم السيد حسين إبراهيم الذي راجع هذه الطبعة و ضبطها و قدّم لها فجزاه اللّه أجر العاملين المخلصين.

و ما توفيقي إلا باللّه و الحمد للّه رب العالمين.

موسى مفيد الدين عاصي بيروت 28 ربيع أول 1412 ه‍ 7 تشرين أول 1991 م‌

منية السائل (للخوئي)، ص: 9‌

تقديم بقلم السيد حسين علي إبراهيم

بسم اللّه الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على نبيّنا محمد و آله الغر الميامين و بعد فلقد استقرّ في أحد إدراج مكتبتي من زمن تراخى، كثير من استفتاءات المرجع الأعلى الإمام الخوئي- مد اللّه ظله الوارف- التي كانت تتناقلها أيدي الطلبة و أهل العلم في لبنان. و قد ألحت عليّ نفسي بجمعها في كتاب و كثر إلحاحها، و لكن حال بينها و بين ما تبغي هم دراستين، و انهماك ببحث منذ سنتين حول الرسم القرآني و اللهجات العربية و أثرهما في نشأة القراءات القرآنية الصحيحة و الشاذة. و إني و ايم الحق، سررت بأن ينهد لهذا العمل الشريف أخ كريم و كفو مؤمن رصين، فجمع فأوعى، و بحث و نقّب، و ألف و رتّب.

و هذه الاستفتاءات تحكي هواجس الناس و مسائل ابتلائهم و تجيب عنها بعبارة تعين المكلف على الفهم فيستعين.

و لعلّ أكثر هذه الأسئلة تدور على موارد مخصوصة تصلح أن تكون نماذج لقواعد الرسالة العملية و أمثلة لها. و من هنا يتشكل لها التميز و الفرادة.

فالعامي يفهم المصاديق و لكن ذهنه لا يتحمل تجريد الحقائق و تطبيق المفاهيم، و العالم قد يشك في انطباق القاعدة الفلانية على هذا المثال أو ذاك الشاهد.

و في هذه الاستفتاءات لكليهما إن شاء اللّه تعالى- ريّ عطش و شفاء غليل.

ثم إن فيها من المستحدثات كثير، فطالما استفهم فيها عن شرعية هذا‌

منية السائل (للخوئي)، ص: 10‌

النوع من الإجارة، أو هذه الطعوم المستوردة، و لربما سئل عن كيفية التعاطي مع البنوك الحكومية أو الأهلية الإسلامية و غيرها، و عن حكم معاملاتها و تأسيسها و التوظف فيها، أو عن الكحول من الشراب الفلاني أو الدواء العلاني، و هل الكحول الصناعية نجسة أم طاهرة؟. فيجيب الإمام السيد عن هذا و غيره بفصل المقال مستنبطا إياه من شرع أهل بيت لا ينطقون عن الهوى، و بالحق يحكمون.

و لكنني لم أشأ تحرير هذا التقديم لمجرد مدح إمام و مرجع استغنى عن مدح أمثالي بعلمه المنير و فضله الكبير، بل أردت أن أسجل فيه اقتراحا علّ فيه فائدة أو إصلاحا.

فالمرجعية منصب عظيم جليل الخطر، بل هي نيابة الإمام- عجل اللّه تعالى فرجه الشريف- و كل مرجع لا شك أنه بلغ الذروة في فقه الأحكام و القنّة في دراية شريعة سيد الأنام- صلى اللّه عليه و آله- و لكنه في عصرنا، ينبغي أن يكون محاطا بجيش من المستشارين المتخصصين في كل فن و علم و صناعة و مجال خبرة، حتى يحسن كل منهم بحسب اختصاصه تشخيص الموضوع الصحيح الذي توقّع على أساسه الفتوى فما يؤخذ على جملة من الأسئلة أن السائل كان يشخص موضوعا و يلجأ في تشخيصه إلى الظن و الاحتمال لارتباط ذلك بالكيمياء و التحليل المخبري أو غير ذلك من العلوم.

ففي سؤال يحتمل السائل وقوع الاستحالة في «الجلو» فيجيب الإمام السيد بناء على فرض صدق هذا الاحتمال. و في بعض الأسئلة عن البيرة الخالية من الكحول يعرّف السيد البيرة الحرام، و في أسئلة عن بعض آلات الموسيقى يرد حفظه اللّه بذكر قاعدة اللهوية و عدمها.

و الحال أنه لو كان لدينا حول المرجعية التي تشكل المؤسسة الاجتماعية الأولى جهاز متخصص يحدد المواضيع في هذه الأمور المستجدة و يرفعها إلى مقام المرجعية السامي، لما جاءت بعض الأجوبة بناء ببناء.

حفظ اللّه إمامنا و مقلّدنا و نور عيوننا السيد الخوئي و أدام إفاضاته، و حفظ‌

منية السائل (للخوئي)، ص: 11‌

بحفظه حوزة النجف كعبة العلم و قبلة القصاد. و أجزل اللّه العطاء لجامع هذا الكتاب، و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين.

حسين السيد علي السيد محمد علي إبراهيم بيروت 27 ربيع أول 1412 ه‍ 6 تشرين أول 1991 م‌

منية السائل (للخوئي)، ص: 12‌

تنبيه

لقد تقدم إجمالا في المقدمة أنّني أفردت مصوّرات الأسئلة بحسب الأبواب، و ألحقت كل قسم ببابه. و قد نجم عن هذا أن خاتم المرجع (حفظه المولى) الذي يمهر به أسفل كل صفحة تدليلا على صحة كل المسائل الواردة فيها، صار عند هذا الافراد تابعا للمسألة الأخيرة بحسب التبويب، و ما قيل في الخاتم يقال في التاريخ الذي ذيلت به أواخر بعض الصفحات الأصلية.

و لما كانت أكثر الأوراق الأصلية لهذه الاستفتاءات مشهورة عند جمع من أهل العلم في لبنان لا يضر التبويب في الثقة بهذه الفتاوى، بل يفيد و اللّه العالم.

________________________________________
خويى، سيد ابو القاسم موسوى، منية السائل (للخوئي)، در يك جلد، ه‍ ق

 




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net