نجاسة المشرك خلافاً للعامّة 

الكتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى-الجزء الثالث:الطهارة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 9003


   الثامن الكافر بأقسامه (2)

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (2) المعروف بين أصحابنا من المتقدمين والمتأخرين نجاسة الكافر بجميع أصنافه بل ادعي عليها الاجماع ، وثبوتها في الجملة مما لا ينبغي الاشكال فيه ، وذهب بعض المتقدِّمين إلى طهارة بعض أصنافه وتبعه على ذلك جماعة من متأخِّري المتأخِّرين . وتوضيح الكلام في هذا المقام أنه لا إشكال ولا شك في نجاسة المشركين بل نجاستهم من الضروريات عند الشيعة ولا نعهد فيها مخالفاً من الأصحاب . نعم ، ذهب العامّة إلى طهارتهم(1) ولم يلتزم منهم بنجاسة المشرك إلاّ القليل(2) وكذا لا خلاف في نجاسة

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) اتّفق فقهاؤهم على طهارة أبدان المشركين كما في التفسير الكبير 16 : 24 ، وفي المغني ج 1 ص  49  أنّ الآدمي طاهر وسؤره طاهر سواء كان مسلماً أو كافراً عند عامة أهل العلم . وفي البدائع ج 1 ص 63 سؤر الطاهر المتفق على طهارته سؤر الآدمي بكل حال مسلماً كان أو مشركاً .. وبه صرح ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق ج 1 ص 126 . وقال الشربيني الشافعي في اقناعه ج 1 ص 26  الحيوان كلّه طاهر العين حال حياته إلاّ الكلب والخنزير وما تولد منهما أو من أحدهما . ويقرب منه عبارة الغزالي في الوجيز ج 1 ص 6  وبه قال ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري ج 1 ص 269 والعيني في عمدة القاري ج 2 ص 60 وكذا في الفقه على المذاهب الأربعة ج 1 ص 11 ، فليراجع .

(2) ذهب إلى نجاسة المشرك الفخر في تفسيره ج 16 ص 24  حيث قال : اعلم أن ظاهر القرآن (إنّما المشركون نجس ) يدلّ على كونهم أنجاساً فلا يرجع إلاّ بدليل منفصل . ثم نقل وجوهاً في تأويل الآية المباركة وعقّبها بقوله : إعلم أن كل هذه الوجوه عدول عن الظاهر بغير دليل .    ونقل عن صاحب الكشاف عن ابن عباس أن أعيانهم نجسة كالكلاب والخنازير . وعن الحسن : من صافح مشركاً توضأ وقال هذا قول الهادي من أئمة الزيدية . ونسب القول بالنجاسة في فتح الباري ج 1 ص 269 إلى أهل الظاهر . وممن صرح بالنجاسة ابن حزم في المحلى ج 1 ص 129 ـ 130 وتعجب عن القول بطهارة المشركين قائلاً : ولا عجب في الدنيا أعجب ممن يقول فيمن نصّ الله تعالى أنهم نجس : إنهم طاهرون ثم يقول في المني الذي لم يأت قط بنجاسته نص : إنه نجس ويكفي من هذا القول سماعه ونحمد الله على السلامة .

ــ[38]ــ

الناصب بل هو أنجس من المشرك على بعض الوجوه ، ففي موثقة ابن أبي يعفور «فانّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أنجس من الكلب ، والناصب لنا أهل البيت لأنجس منه» (1) .

   كما أنه ينبغي الجزم بنجاسة غير المشرك من الكفار فيما إذا التزم بما هو أسوأ وأشد من الشرك في العبادة كانكار وجود الصانع رأساً ، لأن المشركين غير منكرين لوجوده سبحانه وإنما يعبدون الأصنام والآلهة ليقربوهم إلى الله زلفى ، ويعتقدون أن الموت والحياة والرزق والمرض وغيرها من الاُمور الراجعة إلى العباد بيد هؤلاء الشفعاء ومن البديهي أن إنكار وجوده تعالى أسوأ من ذلك وأشد فهو أولى بالحكم بالنجاسة من المشرك بالضرورة .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net