ــ[360]ــ
تكملة [ استصحاب العدم الأزلي ]
هل يمكن إحراز دخول الفرد المشتبه في أفراد العام باجراء الأصل في العدم الأزلي بعد عدم إمكان التمسك بعموم العام بالاضافة إليه؟ فيه قولان. فذهب المحقق صاحب الكفاية (قدس سره)(1) إلى القول الأوّل، وشيخنا الاُستاذ (قدس سره)(2) إلى القول الثاني، فهنا نظريتان. والصحيح هو النظرية الأولى دون الثانية. ثمّ ليعلم أنّ محل الكلام في جريان هذا الأصل وعدم جريانه إنّما هو فيما إذا كان المخصص ذا عنوان وجودي وموجباً لتقييد موضوع العام بعدمه كقولنا: أكرم العلماء إلاّ الفساق منهم، أو قولنا: أكرم العلماء ولا تكرم الفساق منهم، وأمّا إذا كان المخصص موجباً لتقييد موضوع العام بعنوان وجودي كقوله: أكرم العلماء العدول أو أكرم العلماء ثمّ قال: فليكونوا عدولاً، فهو خارج عن محل الكلام، فلو شك في فرد أ نّه عادل أو ليس بعادل فلا أصل لنا لاحراز عدالته. نعم، لو شك في بقائها فالاستصحاب وإن كان يقتضي ذلك إلاّ أ نّه خارج عن مفروض الكلام، حيث إنّ الكلام في وجود الأصل المحرز لعدالته مطلقاً وفي جميع الموارد، ومثل هذا الأصل غير موجود. ـــــــــــــــــــــ (1) كفاية الاُصول: 224. (2) أجود التقريرات 2: 328.
ــ[361]ــ
ونظير ذلك ما ذكرناه في الفقه(1) من أنّ ما دل من الروايات على عدم انفعال الماء مطلقاً إلاّ بالتغير بأحد أوصاف النجس قد قيد بروايات الكر الدالة على اعتصامه وعدم انفعاله بالملاقاة دون القليل، وإلاّ لكان عنوان الكر المأخوذ في لسان الروايات لغواً محضاً، وعليه فيكون موضوع عدم انفعال الماء بالملاقاة إلاّ إذا تغير هو الماء المقيد بالكر دون مطلق الماء، فاذا شك في ماء أ نّه كر أم لا فلا أصل هنا لاحراز أ نّه كر إلاّ إذا كانت لكريته حالة سابقة. ـــــــــــــــــــــ (1) شرح العروة الوثقى 2: 97 وما بعدها.
|