نعم، هنا شيء وهو أ نّه إذا حمل جماعة من العلماء اللفظ على معنىً لم يكن ظاهراً فيه في نظرنا مع كونهم من أهل اللسان العربي ومن أهل العرف، يستكشف بذلك أنّ اللفظ ظاهر في هذا المعنى الذي حملوه عليه، إذ المراد من الظهور هو الذي يفهمه أهل العرف من اللفظ، والمفروض أ نّهم فهموا ذلك المعنى وهم من أهل اللسان. ولكن يختص ذلك بما إذا اُحرز أنّ حملهم اللفظ على هذا المعنى إنّما هو من جهة حاق اللفظ، وأمّا إذا احتمل أنّ حملهم مبني على قرائن خارجية مستكشفة باجتهاداتهم فلا يكون حجّةً لعدم الظهور العرفي
ء ــ[282]ــ
حينئذ. واجتهادهم في ذلك ليس حجّةً لنا. وكذا الحال في طرف الإعراض، فإن كان اللفظ ظاهراً في معنىً في نظرنا، وحملها جماعة من العلماء على خلافه، واُحرز أنّ حملهم مستند إلى حاق اللفظ لا إلى ظنونهم واجتهاداتهم، يستكشف بذلك أنّ اللفظ ليس ظاهراً في المعنى الذي فهمناه، بل هو خلاف الظاهر، فانّ خلاف الظاهر هو ما يفهم العرف خلافه من اللفظ.
|