الأمر الرابع: أنّ النزاع المعروف بين الاُصوليين والأخباريين في مسألة البراءة إنّما هو في الصغرى وفي تمامية البيـان من قبل المـولى وعدمه. وأمّا الكبرى ـ وهي عدم كون العبد مستحقاً للعقاب على مخالفة التكليف مع عدم وصوله إلى المكلف ـ فهي مسلّمة عند الجميع، ولم يقع فيه نزاع بين الاُصوليين والأخباريين، كيف وإنّ العقاب على مخالفة التكليف غير الواصل من أوضح
ــ[295]ــ
مصاديق الظلم، وقد دلّت الآيات والروايات على أنّ الله (سبحانه وتعالى) لا يعاقب إلاّ بعد البيان (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةً)(1) بل له الحجّة البالغة (2). ـــــــــــــــ
(1) النساء 4: 165.
(2) كما هو مفاد قوله تعالى: (قُلْ فِلِلّهِ الْحُجَّةُ ا لْبَالِغَةُ ...) الأنعام 6: 149.
|