حديث الرسول في فضل القرآن - فضل قرائة القرآن 

الكتاب : البيان في تفسـير القرآن - خطبـة الكتاب   ||   القسم : التفسير   ||   القرّاء : 11898

وفي الحديث مغاز جليلة يحسن أن نتعرض لبيان أهمها: يقول (صلى الله عليه وآله): "فيه نبأ ما كان قبلكم. وخبر ما بعدكم" والذي يحتمل في هذه الجملة وجوه:
الأول: أن تكون إشارة إلى أخبار النشأة الأخرى من عالمي البرزخ والحساب والجزاء على الأعمال. ولعل هذا الاحتمال هو الأقرب، ويدل على ذلك قول أميرالمؤمنين (عليه السلام) في خطبته: "فيه نبأ من كان قبلكم والحكم فيما بينكم وخبر معادكم " (2).
الثاني: أن تكون إشارة إلى المغيبات التي أنبأ عنها القرآن، مما يقع في الأجيال المقبلة.
الثالث: أن يكون معناها أن حوادث الأمم السابقة تجري بعينها في هذه الأمة،
ـــــــــــــ
(2) نفس المصدر: الحديث 26.

ــ[20]ــ

فهي بمعنى قوله تعالى: {لتركبن طبقا عن طبق}، (84: 19)، وبمعنى الحديث المأثور عن النبي (صلى الله عليه وآله): "لتركبن سنن من قبلكم" (1).
أما قوله (صلى الله عليه وآله): "من تركه من جبار قصمه الله " فلعل فيه ضمانا بحفظ القرآن عن تلاعب الجبارين، بحيث يؤدي ذلك إلى ترك تلاوته وترك العمل به، وإلى جمعه من أيدي الناس كما صنع بالكتب الإلهية السابقة (2) فتكون إشارة إلى حفظ القرآن من التحريف. وسنبحث عنه مفصلا. وهذا أيضا هو معنى قوله في الحديث: "لا تزيغ به الأهواء" بمعنى لا تغيره عما هو عليه، لأن معاني القرآن قد زاغت بها الأهواء فغيرتها. وسنبين ذلك مفصلا عند تفسير الآيات إن شاء الله تعالى.
وأشار الحديث إلى أن الأمة لو رجعوا إلى القرآن في خصوماتهم، وما يلتبس عليهم في عقائدهم وأعمالهم لأوضح لهم السبيل. ولوجدوه الحكم العدل، والفاصل بين الحق والباطل.
نعم، لو أقامت الأمة حدود القرآن، واتبعت مواقع إشاراته وإرشاداته، لعرفت الحق أهله، وعرفت حق العترة الطاهرة الذين جعلهم النبي (صلى الله عليه وآله) قرناء الكتاب، وأنهم الخليفة الثانية على الأمة من بعده (3) ولو استضاءت الأمة بأنوار معارف القرآن، لأمنت العذاب الواصب، ولما تردت في العمى، ولا غشيتهم حنادس الضلال، ولا عال سهم من فرائض الله، ولا زلت قدم عن الصراط السوي، ولكنها أبت إلا الانقلاب على الأعقاب، واتباع الأهواء، والانضواء إلى راية الباطل حتى آل
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ورد هذا اللفظ في كنز العمال: 6 / 40، من حديث سهل بن سعد وفي صحيح البخاري. كتاب أحاديث الأنبياء، الحديث: 3197، "لتتبعن سنن...". انظر بقية المصادر في قسم التعليقات رقم(3).
(2) راجع "الهدى إلى دين المصطفى ": 1 / 34، لآية الله الحجة الشيخ محمد جواد البلاغي.
(3) تقدم مصادر حديث الثقلين في ص 18 وفي بعض نصوصه تصريح بأن القرآن والعترة خليفتا الرسول (صلى الله عليه وآله). (المؤلف).

 
 
 

ــ[21]ــ

 الأمر إلى أن يكفر بعض المسلمين بعضا، ويتقرب إلى الله بقتله، وهتك حرمته ، وإباحة ماله، وأي دليل على إهمال الأمة للقرآن أكبر من هذا التشتت العظيم؟!!
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفة القرآن:
"ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوءه، وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزا لا تهزم أنصاره، وحقا لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، رياض العدل وغدرانه، وأثافي الإسلام وبنيانه، وأودية الحق وغيطانه، وبحر لا ينزفه المنتزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لا يغيضها الواردون، ومنازل لا يضل نهجها المسافرون، وأعلام لا يعمى عنها السائرون، وآكام لا يجوز عنها القاصدون، جعله الله ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده داء، ونورا ليس معه ظلمة، وحبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته، وعزا لمن تولاه، وسلما لمن دخله، وهدى لمن ائتم به، وعذرا لمن انتحله، وبرهانا لمن تكلم به، وشاهدا لمن خاصم به، و فلجا لمن حاج به. وحاملا لمن حمله، ومطية لمن أعمله، وآية لمن توسم، وجنة لمن استلأم، وعلما لمن وعى، وحديثا لمن روى وحكما لمن قضى"(1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة: الخطبة: 198. راجع بحار الأنوار: 92 / 21، الباب1، الحديث: 21.

ــ[22]ــ

وقد استعرضت هذه الخطبة الشريفة كثيرا من الأمور المهمة التي يجب الوقوف عليها، والتدبر في معانيها. فقوله:
"لا يخبو توقده "(1) يريد بقوله هذا وبكثير من جمل هذه الخطبة أن القرآن لا تنتهي معانيه، وأنه غض جديد إلى يوم القيامة. فقد تنزل الآية في مورد أو في شخص أو في قوم، ولكنها لا تختص بذلك المورد أو ذلك الشخص أو أولئك القوم، فهي عامة المعنى.
وقد روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: {ولكل قوم هاد} (12: 8) أنه قال:
"علي: الهادي، ومنا الهادي، فقلت: فأنت جعلت فداك الهادي. قال: صدقت إن القرآن حي لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين " (3).
وعن أبي عبدالله (عليه السلام):
"إن القرآن حي لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا" (4). وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال لعمر بن يزيد لما سأله عن قوله تعالى:
{والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل}، (3: 21):
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خبت النار: خمد لهبها.
(2) بحار الأنوار:35 /.3 4، الحديث 1 2 باختلاف يسير.
(3) نفس المصدر: ذيل الحديث المتقدم.

ــ[23]ــ

"هذه نزلت في رحم آل محمد(صلى الله عليه وآله) وقد تكون في قرابتك، فلا تكونن ممن يقول للشيء: إنه في شيء واحد"(1).
وفي تفسير الفرات:
"ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض، ولكل قوم آية يتلوها هم منها من خير أو شر".
إلى غير هذه من الروايات الواردة في المقام(2).
"ومنهاجا لا يضل نهجه " يريد به: أن القرآن طريق لا يضل سالكه، فقد أنزله الله تعالى هداية لخلقه، فهو حافظ لمن اتبعه عن الضلال.
"وتبيانا لا تهدم أركانه " المحتمل في المراد من هذه الجملة أحد وجهين:
الأول: إن أركان القرآن في معارفه وتعاليمه، وجميع ما فيه من الحقائق محكمة لا تقبل التضعضع والانهدام.
الثاني: إن القرآن بألفاظه لا يتسرب إليه الخلل والنقصان، فيكون فيها إيماء إلى حفظ القرآن عن التحريف.
"ورياض العدل وغدرانه" (3) معنى هذه الجملة: أن العدل بجميع نواحيه من
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 2 / 156، الحديث: 28.
(2) مرآة الأنوار: ص 3، 4.
(3) الرياض: جمع روضة، وهي الأرض الخضرة بحسن النبات. والغدران: جمع غدير، وهو الماء الذي تغدره السيول. والعدل الاستقامة.

ــ[24]ــ

الاستقامة في العقيدة والعمل والأخلاق قد اجتمع في الكتاب العزيز، فهو مجمع العدالة وملتقى متفرقاتها. "وأثافيّ الإسلام "(1) ومعنى ذلك: أن استقامة الإسلام وثباته بالقرآن كما أن استقامة القدر على وضعه الخاص تكون بسبب الأثافي.
"وأودية الحق وغيطانه " يريد بذلك: أن القرآن منابت الحق، وفي الجملة تشبيه القرآن بالأرض الواسعة المطمئنة، وتشبيه الحق بالنبات النابت فيها. وفي ذلك دلالة على أن المتمسك بغير القرآن لا يمكن أن يصيب الحق، لأن القرآن هو منبت الحق، ولا حق في غيره.
"وبحر لا ينزفه المنتزفون "(2) ومعنى هذه الجملة والجمل التي بعدها: أن المتصدين لفهم معاني القرآن لا يصلون إلى منتهاه، لأنه غير متناهي المعاني، بل وفيها دلالة على أن معاني القرآن لا تنقص أصلا، كما لا تنضب العيون الجارية بالسقاية منها.
"وآكام لا يجوز عنها القاصدون"(3) والمراد أن القاصدين لا يصلون إلى أعالي الكتاب ليتجاوزوها. وفي هذا القول إشارة إلى أن للقرآن بواطن لا تصل إليها أفهام أولي الأفهام. وسنبين هذا في ما سيأتي إن شاء الله تعالى. وقد يكون المراد أن القاصدين إذا وصلوا إلى أعإليه وقفوا عندها ولم يطلبوا غيرها، لأنهم يجدون مقاصدهم عندها على الوجه الأتم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأثافي: كأماني جمع إثفية ـ بالضم والكسر ـ وهي الحجارة التي يوضع عليها القدر.
(2) نزف ماء البئر: نزح كله.
(3) والآكام: جمع أكم، كقصب، وهو جمع أكمة" كقصبة، وهي التل.

ــ[25]ــ

فضل قراءة القرآن:
القرآن هو الناموس الإلهي الذي تكفل للناس بإصلاح الدين والدنيا، وضمن لهم سعادة الآخرة والأولى، فكل آية من آياته منبع فياض بالهداية ومعدن من معادن الإرشاد والرحمة، فالذي تروقه السعادة الخالدة والنجاح في مسالك الدين والدنيا، عليه أن يتعاهد كتاب الله العزيز آناء الليل وأطراف النهار، ويجعل آياته الكريمة قيد ذاكرته، ومزاج تفكيره، ليسير على ضوء الذكر الحكيم إلى نجاح غير منصرم وتجارة لن تبور.
وما أكثر الأحاديث الواردة عن أئمة الهدى (عليهم السلام) وعن جدهم الأعظم (صلى الله عليه وآله) في فضل تلاوة القرآن.
منها: ما عن الإمام الباقر(عليه السلام). قال:
"قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر.." (1).
ومنها: ما عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
"القرآن عهد الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية" (2).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 2 / 612، الحديث: 5.
(2) الكافي: 2 / 609، الحديث: 1.

ــ[26]ــ

وقال (عليه السلام):
"ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن، فيكتب له مكان كل آية يقرأها عشر حسنات، ويمحى عنه عشر سيئات؟" (1).
وقال (عليه السلام):
"عليكم بتلاوة القرآن، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فكلما قرأ آية رقى درجة" (2).
وقد جمعت كتب الأصحاب من جوامع الحديث كثيرا من هذه الآثار الشريفة من أرادها فليطلبها. وفي التاسع عشر من كتاب بحار الأنوار(3) الشيء الكثير من ذلك.
وقد دلت جملة من هذه الآثار على فضل القراءة في المصحف على القراءة عن ظهر القلب. ومن هذه الأحاديث قول اسحق بن عمار للصادق (عليه السلام):
"جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلبي فأقرأه عن ظهر قلبي أفضل أو انظر في المصحف قال: فقال لي: لا. بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل. أما علمت أن النظر في المصحف عبادة؟" (4).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: 2 / 611، الحديث: 2.
(2) الكافي: 2 / 606، الحديث: 1. راجع بحار الأنوار. 8 / 186، الحديث 152.
(3) من الطبعة القديمة والجزء: 89 و92 من الطبعة الحديثة.
(4) الكافي: 2 / 613، الحديث: 5.

ــ[27]ــ

وقال (عليه السلام):
"من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره، وخفف عن والديه وإن كانا كافرين"(1).
وفي البحث على القراءة في نفس المصحف نكتة جليلة ينبغي الالتفات إليها، وهو الإلماع إلى كلاءة القرآن عن الاندراس بتكثر نسخه، فإنه لو اكتفى بالقراءة، عن ظهر القلب لهجرت نسخ الكتاب، وأدى ذلك إلى قلتها، ولعله يؤدي أخيرا إلى انمحاء آثارها.
على أن هناك آثارا جزيلة نصت عليها الأحاديث لا تحصل إلا بالقراءة في المصحف، منها قوله: "متع ببصره " وهذه الكلمة من جوامع الكلم، فيراد منها أن القراءة في المصحف سبب لحفظ البصر من العمى والرمد، أو يراد منها أن القراءة في المصحف سبب لتمتع القارئ بمغازي القرآن الجليلة ونكاته الدقيقة، لأن الإنسان عند النظر إلى ما يروقه من المرئيات تبتهج نفسه، ويجد انتعاشا في بصره وبصيرته. وكذلك قارئ القرآن إذا سرح بصره في ألفاظه، وأطلق فكره في معانيه وتعمق في معارفه الراقية وتعاليمه الثمينة يجد في نفسه لذة الوقوف عليها، ومتعة الطموح إليها، ويشاهد هشة من روحه وتطلعا من قلبه.
وقد أرشدتنا الأحاديث الشريفة إلى فضل القراءة في البيوت. ومن أسرار ذلك إذاعة أمر الإسلام، وانتشار قراءة القرآن، فان الرجل إذا قرأه في بيته قرأته المرأة، وقرأه الطفل، وذاع أمره وانتشر. أما إذا جعل لقراءة القرآن أماكن مخصوصة فإن القراءة لا تتهيأ لكل أحد، وفي كل وقت، وهذا من أعظم الأسباب في نشر الإسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي: 2 / 613، كتاب فضل القرآن، الحديث: 1.

ــ[28]ــ

ولعل من أسراره أيضا إقامة الشعار الإلهي، إذا ارتفعت الأصوات بالقراءة في البيوت بكرة وعشيا، فيعظم أمر الإسلام في نفوس السامعين لما يعروهم من الدهشة عند ارتفاع أصوات القراء في مختلف نواحي البلد.
ومن آثار القراءة في البيوت ما ورد في الأحاديث:
"إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله تعالى فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض، وان البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، ولا يذكر الله تعالى فيه تقل بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين "(1).
نعم قد ورد في الأحاديث في فضل القرآن، وفي الكرامات التي يختص الله بها قارئه ما يذهل العقول ويحير الألباب. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
"من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".
وقد ورد هذا الحديث من طرق العامة، فقد نقله القرطبي(2) عن الترمذي عن ابن مسعود وروى الكليني قريبا منه عن الصادق (عليه السلام). وإن الناظر في جوامع كتب الحديث ومفرداتها يرى من أمثال هذا الحديث الشيء الكثير في فضل القرآن وقراءته، وخواص سوره وآياته.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أصول الكافي: 2 / 498، الحديث: 1. والحديث: 3، كتاب فضل القرآن.
(2) راجع تفسير القرطبي: 1 / 7. والكافي: 2 / 612، كتاب فضل القرآن، الحديث: 6.

ــ[29]ــ

وهناك حثالة من كذبة الرواة، توهموا نقصان ما ورد في ذلك، فوضعوا من أنفسهم أحاديث - في فضل القرآن وسوره - لم ينزل بها وحي ولم ترد بها سنة وهؤلاء كأبي عصمة فرج بن أبي مريم المروزي، ومحمد بن عكاشة الكرماني، وأحمد بن عبدالله الجويباري.
وقد اعترف أبو عصمة المروزي بذلك، فقد قيل له: من أين لك عن عكرمة، عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة؟ فقال: "إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحق، فوضعت هذا الحديث حسبة".
وقال أبو عمرو عثمان بن الصلاح في شأن الحديث الذي يروى عن أبي بن كعب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فضل القرآن سورة سورة: "إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي محمد بن إسحق، فوضعت هذا الحديث حسبة".
وقال أبو عمرو عثمان بن الصلاح في شأن الحديث الذي يروى عن أيي بن كعب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فضل القرآن سورة سورة:
"قد بحث باحث عن مخرجه حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه. وقد أخطأ الواحدي وجماعة من المفسرين حيث أودعوه في تفاسيرهم "(1).
انظر إلى هؤلاء المجترئين على الله كيف يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نفس المصدر ج 1 ص 78، 79.

ــ[30]ــ

 الحديث؟ ثم يجعلون هذا الافتراء حسبة يتقربون به إلى الله:
{كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} (10: 12).




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net