التدبر في القرآن ومعرفة تفسيره: ورد الحث الشديد في الكتاب العزيز، وفي السنة الصحيحة على التدبر في معاني القرآن والتفكر في مقاصده وأهدافه. قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها} (47: 24). وفي هذه الآية الكريمة توبيخ عظيم على ترك التدبر في القرآن. وفي الحديث عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه" (1). وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "حدثنا من كان يقرئنا من الصحابة انهم كانوا يأخذون من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل "(2). وعن عثمان وابن مسعود وأبي: "ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل فيعلمهم القرآن والعمل جميعا". ــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأنوا ر: 92 / 106، البا ب: 9، الحديث: 1. (2) تفسير القرطبي: 1 / 6.
ــ[31]ــ
وعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه ذكر جابر بن عبدالله ووصفه بالعلم، فقال له رجل: جعلت فداك تصف جابرا بالعلم وأنت أنت؟ فقال: إنه كان يعرف تفسير قوله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرّادك إلى معاد} (28 : 85) (1). والأحاديث في فضل التدبر في القرآن كثيرة. ففي الجزء التاسع عشر من بحار الأنوار(2) طائفة كبيرة من هذه الأحاديث، على أن ذلك لا يحتاج إلى تتبع أخبار وآثار، فإن القرآن هو الكتاب الذي أنزله الله نظاما يقتدي الناس به في دنياهم، ويستضيئون بنوره في سلوكهم إلى اخراهم. وهذه النتائج لا تحصل إلا بالتدبر فيه والتفكر في معانيه. وهذا أمر يحكم به العقل. وكل ما ورد من الأحاديث أو من الآيات في فضل التدبر فهي ترشد إليه. ففي الكافي بإسناده عن الزهري. قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: "آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر ما فيها"(3). ــــــــــــــــــــــــــــ (1) تفسير القرطبي: 1 / 26. (2) راجع بحار الأنوار 6 / 92، من الطبعة الحديثة. (3) اصول الكافي: 2 / 609، الحديث: 2.
ــ[32]ــ
|