هل البسملة من القرآن؟ اتفقت الشيعة الإمامية على أن البسملة آية من كل سورة بدأت بها، وذهب إليه ابن عباس، وابن المبارك، وأهل مكة كابن كثير،وأهل الكوفة كعاصم،
ــ[441]ــ
والكسائي، وغيرهما ما سوى حمزة وذهب إليه أيضاً غالب أصحاب الشافعي (1) وجزم به قرّاء مكة والكوفة(2)، وحكي هذا القول عن ابن عمر، وابن الزبير وأبي هريرة، وعطاء، وطاوس، وسعيد بن جبير، ومكحول، والزهري، وأحمد بن حنبل في رواية عنه، واسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام (3) وعن البيهقي نقل هذا القول عن الثوري ومحمد بن كعب(4)، واختاره الرازي في تفسيره ونسبه إلى قرّاء مكة والكوفة وأكثر فقهاء الحجاز، وإلى ابن المبارك والثوري، واختاره أيضاً جلال الدين السيوطي مدعياً تواتر الروايات الدالة عليه معنىً(5). وقال بعض الشافعية وحمزة: "إنها آية من فاتحة الكتاب خاصة دون غيرها" ونسب ذلك إلى أحمد بن حنبل، كما نسب إليه القول الأول(6). وذهب جماعة: منهم مالك، وأبو عمرو، ويعقوب إلى أنها آية فذة وليست جزء من فاتحة الكتاب ولا من غيرها، وقد أنزلت لبيان رؤوس السور تيمناً، وللفصل بين السورتين، وهو مشهور بين الحنفية(7). غير أن أكثر الحنفية ذهبوا إلى وجوب قراءتها في الصلاة قبل الفاتحة وذكر الزاهدي عن المجتبى أن وجوب القراءة في كل ركعة هي الرواية الصحيحة عن أبي حنيفة(8). ــــــــــــــــــــــــــــ (1) تفسير الآلوسي: 1 / 39. (2) تفسير الشوكاني: 1 / 7. (3) تفسير ابن كثير: 1 / 16. (4) تفسير الخازن: 1 / 13. (5) الاتقان: 1 / 135، 136 النوع 22 ـ 27. (6) تفسير الآلوسي: 1 / 39. (7) نفس المصدر. (8) نفس المصدر.
ــ[442]ــ
وأما مالك فقد ذهب إلى كراهة قراءتها في نفسها، واستحبابها لأجل الخروج من الخلاف(1). أدلة جزئية البسملة للقران: وفي هذه المسألة أقوال أُخر شاذة لا فائدة في التعرض لها، ولكن المهم بيان الدليل على المذهب الحق ويقع ذلك في عدة أمور: ـــــــــــــ (1) الفقه على المذاهب الأربعة ج 1 ص 257.
|