13348: هشام بن إبراهيم العبّاسى 

الكتاب : معجم رجال الحديث ـ الجزء العشرون   ||   القسم : الرجال   ||   القرّاء : 5717


13348: هشام بن إبراهيم العبّاسى:
قال الكشّي (355):
(وجدت بخطّ محمد بن الحسن بن بندار القمّي في كتابه، حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن سالم، قال: لما حمل سيّدي موسى بن جعفر عليهما السلام إلى هارون، جاء إليه هشام بن إبراهيم العبّاسى، فقال له: ياسيّدي قد كتب لي صك إلى الفضل بن يونس فتسأله أن يروج أمرى، قال: فركب إليه أبو الحسن عليه السلام، فدخل عليه حاجبه، فقال: ياسيّدي أبو الحسن موسى عليه السلام، بالباب، فقال: فإن كنت صادقاً فأنت حرّ ولك كذا وكذا، فخرج الفضل بن يونس حافياً يعدو حتى خرج إليه، فوقع على قدميه يقبّلهما، ثم سأله أن يدخل فدخل، فقال له: اقض حاجة هشام بن إبراهيم، فقضاها، ثمّ قال: ياسيّدي قد حضر الغداء فتكرمني أن تتغدّى عندى. فقال: هات، فجاء بالمائدة وعليها البوارد، فأجال عليه السلام يده في البارد ث‏ؤمّ قال: البارد تجال اليد فيه، فلما رفع البارد وجاءوا بالحار، فقال أبو الحسن عليه السلام: الحار حمى).
فدخل عليه حاجبه، فقال: ياسيّدي أبو الحسن موسى عليه السلامكنت صادقاً فأنت حرّ ولك كذا وكذا، فخرج الفضل بن يونس حافياً يعدو حتى خرج إليه، فوقع على قدميه يقبّلهما، ثم سأله أن يدخل فدخل، فقال له: اقض حاجة هشام بن إبراهيم، فقضاها، ثمّ قال: ياسيّدي قد حضر الغداء فتكرمني أن تتغدّى عندى. فقال: هات، فجاء بالمائدة وعليها البوارد، فأجال عليه السلام يده في البارد ث‏ؤمّ قال: البارد تجال اليد فيه، فلما رفع البارد وجاءوا بالحار، فقال أبو الحسن عليه السلام: الحار حمى).
بنفقال: هات، فجاء بالمائدة وعليها البوارد، فأجال عليه السلام يده في البارد ث‏ؤمّ قال: البارد تجال اليد فيه، فلما رفع البارد وجاءوا بالحار، فقال أبو لاآ ).

أقول: هذه وإن دلّت على عناية الامام عليه السلام بشأن هشام بن إبراهيم إلاّ أنها ضعيفة سنداً، فإنّ محمد بن سالم الذي يروي عنه علي بن إبراهيم بن هاشم مجهول.
(محمد بن الحسن، قال: حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن الصلت، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام، إنّ هشام بن إبراهيم العبّاسي زعم أنّك أحللت له الغناء؟ فقال: كذب الزنديق، إنما سألني عنه فقلت له: سأل رجل أبا جعفر عليه السلام، فقال له أبو جعفر: إذا فرّق اللّه بن الحقّ والباطل فأينما يكون الغناء؟ فقال الرجل: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام: قد قضيت).
أقول: هذه الرواية تدلّ على ذمّ هشام بن إبراهيم العبّاسي وهي صحيحة.
(محمد بن مسعود قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من أصحابنا، عن صفوان بن يحيى، وابن سنان، أنهما سمعا أبا الحسن عليه السلام يقول: لعن اللّه العبّاسي فإنه زنديق وصاحبه يونس، فإنّهما يقولان بالحسن والحسين).
أقول: هذه الرواية أيضاً ذامّة، ولكنها ضعيفة بعلي بن محمد (ابن فيروزان)، على أنها مرسلة، وما في ذيلها من تعليل زندقته وصاحبه يونس بأنهما يقولان بالحسن والحسين فيه تحريف لا محالة، ومن المحتمل أن يكون الصحيح فإنهما يقولان في الحسن والحسين.
(وعنه، قال: حدّثني على، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي طالب، عن معمّر بن خلاّد، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إنّ العبّاسي زنديق وكان أبوه زنديقاً).
أقول: هذه الرواية أيضاً ضعيفة بعلي (بن محمد).
وعنه، قال: حدّثني على، قال: حدّثني أحمد، عن أبي طالب، قال: حدّثني العبّاسى، أنه قال للرضا عليه السلام: لم لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين؟ قال: فقال: فأنت أيضاً عل‏ؤيّ ياعبّاسى، فقال: نعم، ولتجبه إلى ما سألك أو لاعطينك القاضية، يعني السيف).
أقول: هذه الرواية كسابقتها في الضعف.
(قال أبو النضر: سألنا الحسين بن أشكيب، عن العبّاسي هشام بن إبراهيم، وقلنا له: أكان من ولد العبّاس؟ قال: لا، أكان من الشيعة فطلبه (هارون) فكتب كتب الزيدية، وكتب إثبات إمامة العبّاس، ثمّ دسّ إلى من يغمر به واختفى، واطّلع السلطان على كتبه، فقال: هذا عبّاسي فآمنه وخلا سبيله).
أقول: إنّ هشام بن إبراهيم العبّاسي يثبت تشيّعه بقول الحسين بن أشكيب، بل يظهر من الروايات الآتية أنّ تشيّعه كان في أوّل أمره وانقلب بعد ذلك إلى اسوأ الحال.
ومما يدلّ على تشيّعه أوّلاً: ما رواه الصدوق : قدّس سرّه : باسناده، عن محمد بن عيسى اليقطنى، قال: سمعت هشام العبّاسي يقول: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام وأنا أريد أن أسأله أن يعوذني لصداع أصابنى، وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما، فلما دخلت سألت عن مسائلي فأجابنى، ونسيت حوائجى، فلما قمت لاخرج وأردت أن أودّعه، قال لى: اجلس، فجلست بين يديه، فوضع يده على رأسي وعوّذنى، ثمّ دعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إل‏ؤىّ، وقال لى: احرم فيهما، قال العبّاسى: وطلبت بمكّة ثوبين سعيدين، أحدهما لابنى، فلم أصب بمكّة منهما شيئاً على نحو ما أردت، فمررت بالمدينة في منصرفي على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فلما ودّعته وأردت الخروج، دعا بثوبين سعيدين على عمل الموشى الذي كنت طلبته، فدفعهما إل‏ؤىّ. العيون: الجزء 2، الباب 17، في دلالات الرضا عليه السلام، الحديث 34.
ويدلّ على انقلابه إلى الزندقة، ما رواه الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني : رضي اللّه عنه ؤ، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا الريّان بن الصلت، قال: سألت الرضا عليه السلام يوماً بخراسان فقلت: ياسيّدى، إنّ هشام بن إبراهيم العبّاسي (إبراهيم بن الهاشم) حكى عنك أنك رخصت له في إسماع الغناء، فقال: كذب الزنديق... إلى آخر ما تقدّم عن الكشّى، العيون: الجزء 2، الباب 30، فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المنثورة، الحديث 32.
ورواها عبد اللّه بن جعفر الحميرى، عن الريّان بن الصلت، مثله. قرب الاسناد: ص 148.
ِ الاسناد: ص 148.
الاخبار المنثورة، الحديث 32.
ورواها عبد اللّه بن جعفر الحميرى، عن الريّان بن الصلت، مثله. قرب الاسناد: ص 148.

وروى عبد اللّه بن جعفر، قال: حدّثني الريّان، قال: دخلت على العبّاس يوماً فطلب دواة وقرطاساً بالعجلة، فقلت: مالك؟ فقال: سمعت من الرضا عليه السلام أشياء أحتاج إلى أن أكتبها ولا أنساها، فكتبها، فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحرّ، وذلك بمرو فقلت: من أين جئت؟ فقال: من عند هذا، قلت: من عند المأمون؟ قال: لا، قلت: من عند الفضل بن سهل؟ قال: لا، من عند هذا. فقلت: من تعنى؟ قال: من عند علي بن موسى، فقلت: ويلك خذلت، أيّ شى‏ء قصّتك؟ قال: دعني من هذا، متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتى يبايع لهم بولاية العهد كما فعل هذا؟ فقلت: ويلك استغفر ربّك، فقال: جاريتي فلانة اعلم منه... (إلى أن قال) فدخلت على الرضا عليه السلام، فقلت له: إنّ العبّاسي يسمعني فيك ويذكرك، وهو كثيراً ما ينام عندي ويقيل، فترى أن أخذ بحلقه، وأعصره حتى يموت، ثمّ أقول: مات ميتة فجأة؟ فقال: ونفض يديه ثلاث مرات، لا ريّان، لا ريّان، لا ريّان. (الحديث). قرب الاسناد: ص 169.
وهذه الرواية الدالّة على خبث العبّاسي وانقلابه إلى الزندقة أيضاً صحيحة.
وروى الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانى، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن الصلت، قال: أكثر الناس في بيعة الرضا عليه السلام من القوّاد والعامّة ومن لم يحب ذلك (إلى أن قال): وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخصّ الناس عند الرضا عليه السلام من قبل أن يحمل، وكان عالماً، أديباً، لبيباً، وكان أمور تجري من عنده وعلى يده، وتصيره الاموال من النواحي كلّها إليه قبل حمل أبي الحسن عليه السلام، فلما حمل أبو الحسن عليه السلام اتّصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين، وقربّه ذو الرياستين وأدناه، فكان ينقل أخبار الرضا عليه السلام إلى ذي الرياستين والمأمون، فحظى بذلك عندهما، وكان لا يخفى عليهما من أخباره شيئاً، فولاّه المأمون حجابه الرضا عليه السلام، فكان لا يصل إلى الرضا عليه السلام إلاّ من أحبّ، وضيق على الرضا عليه السالم، وكان من يقصده من مواليه لا يصل إليه، وكان لا يتكلّم الرضا عليه السلام في داره بشى‏ء إلاّ أورده هشام على المأمون وذي الرياستين، وجعل المأمون العبّاس ابنه في حجر هشام، وقال له: أدّبه، فس‏ؤمّي هشام العبّاسي لذلك. (الحديث). العيون: الجزء 2، الباب (40)، في السبب الذي من أجله قبل علي بن موسى الرضا عليه السلام ولاية العهد، الحديث 22.
أقول: هذه الرواية أيضاً صحيحة، ويؤيّد ذلك بما رواه الصدوق من أنه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا عليه السلام، فقال له: يا ابن رسول اللّه جئتك في سرّ، فأخل لي المجلس، فأخرج الفضل يميناً مكتوبة بالعتق والطلاق وما لا كفاّرة له، وقالا له: إنّما جئناكم لنقول كلمة حقّ وصدق، وقد علمنا أنّ الإمرة إمرتكم، والحقّ حقّكم يا ابن رسول اللّه، والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمائرنا، وإلاّ ينعتق ما نملك، والنساء طوالق، وعل‏ؤيّ ثلاثون حجّة راجلاً، أنا على أن نقتل المأمون ونخلص لك الامر حتى يرجع الحقّ إليك، فلم يسمع منهما وشتمهما ولعنهما، وقال لهما: كفرتما النعمة، فلا تكون لكما السلامة، ولا ل‏ؤيّ إن رضيت بما قلتما، فل‏ؤمّا سمع الفضل ذلك منه مع هشام علما أنهما خطئا، فقصدا المأمون بعد أن قالا للرضا عليه السلام: أردنا بما فعلنا أن نجربك، فقال لهما الرضا عليه السلام: كذبتما، فإنّ قلوبكما على ما أخبرتماني به إلاّ أنّكما لم تجداني كما أردتما، فلما دخلا على المأمون قالا: يا أمير المؤمنين، إنّا قصدنا الرضا وجربّناه، وأردنا أن نقف ما يضمره لك، فقلنا وقال، فقال المأمون: وفقتما، فل‏ؤمّا خرجا من عند المأمون قصده الرضا عليه السلام، واخليا المجلس وأعلمه ما قالا، وأمره أن يحفظ نفسه منهما، فل‏ؤمّا سمع ذلك من الرضا عليه السلام، علم أنّ الرضا هو الصادق. العيون: الجزء 2، الباب المتقدّم، الحديث 30.
والمتلخّص مما ذكرنا أنّ هشام بن إبراهيم العبّاسي كان مؤمناً في أوّل أمره، وزنديقاً في آخره، أعاذنا اللّه من سوء العاقبة. ثمّ إنك عرفت أنّ اسم الرجل هو هشام، ولكنّ النجاشي ذكر أنّ اسمه هاشم وقد تقدّم، وهذا من غلط النسخة، أو سهو من قلمه الشريف.




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net