فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية
(المحشى)؛ ص: 5
توثيق آية اللّه العظمى الميرزا جواد
التبريزي دام ظله
باسمه تعالى لوحظ كتاب فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية من قبل
بعض الثقات و ما ورد فيه مطابق لفتاوانا
جواد التبريزى جواد عبده
فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية
(المحشى)، ص: 6
تنبيه
الأجوبة التي تبدأ ب باسمه تعالى و من
دون ذكر اسم فهي أجوبة آية اللّه العظمى الميرزا جواد التبريزي دام ظله لهذه
المسائل و أما أجوبة آية اللّه العظمى السيد الخوئي قدّس سرّه فهي تبدأ بذكر اسمه
الشريف و هي مطابقة لفتاوى آية اللّه العظمى الميرزا التبريزي دام ظله إن لم يكن
منه تعليق عليها
فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية
(المحشى)، ص: 7
مقدمة الدار
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ و الحمد للّه رب العالمين، و الصلاة و السلام
على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين، و اللعن الدائم المؤيد على أعدائهم أجمعين
من الأولين و الآخرين.
و بعد:
الشريعة الإسلامية شريعة سهلة سمحة، شريعة (لا
ضرر و لا ضرار)، و (لا حرج في الإسلام) و (لٰا يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلّٰا وُسْعَهٰا)، فلا توجد فيها تكاليف لا تطاق أو لا يقدر المكلف على
أدائها، و في نفس الوقت الذي يؤكد الاسلام على التيسير و التسهيل لا يرضى بترك
أحكامه و تجاهلها بالمرة بل (ما لا يدرك كله لا يترك كلّه)، و (لا يسقط الميسور
بالمعسور)، فجعل الشارع المقدس لحالات الاضطرار أحكاما خاصة، و تشريعات تسهّل على
المضطر الالتزام بالشرع الحنيف.
و علم الفقه هو العلم المتكفل ببيان الأحكام
الشرعية، و هو العلم الذي يعلّم العبد كيف يطيع اللّه عز و جل، كيف يتعبد و يتهجد،
كيف يصلي و يصوم و يحج و غيرها من التكاليف الإسلامية.
و هو الذي يبيّن لنا متى يترك التكليف لأنه لا
يطاق و فيه حرج و مشقة، و متى لا يترك و إن استلزم تعبا من المكلف و جهدا و إرهاقا.
فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية
(المحشى)، ص: 8
فلذا عدّ علم الفقه من أشرف العلوم، و السؤال
عنه من أفضل الأمور فقد روى يونس بن يعقوب أن أباه قال للإمام الصادق عليه
السّلام: «إن لي ابنا قد أحب أن يسألك عن حلال و حرام و لا يسألك عما يعنيه، قال:
فقال لي:
و هل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال و
الحرام؟».
و لم يكتف أئمتنا عليهم السّلام بهذا المقدار
من الترغيب في التعلم بل أمرونا بالتعلم حتى بأسلوب التهديد فقد روي عن الإمام
الباقر عليه السّلام أنه قال: «لو أتيت بشاب من الشيعة لا يتفقه في الدين لأوجعته».
كما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه
قال: «لوددت أن أصحابي ضربت رءوسهم بالسياط حتى يتفقهوا».
و كان المتكفل ببيان الأحكام الشرعية هو الرسول
الأعظم صلّى اللّه عليه و آله، و من بعده تكفل الأئمة الطاهرون عليهم السّلام و
شيعتهم الأفاضل من أمثال زرارة بن أعين، و محمد بن مسلم، و أبان بن تغلب، و يونس
بن عبد الرحمن، و زكريا بن آدم (رحمهم اللّه)، فمثلا روى علي بن المسيب الهمداني:
«قلت للرضا عليه السّلام:
شقتي بعيدة و لست ألقاك في كل وقت فممّن آخذ
معالم ديني؟ قال: من زكريا بن آدم المأمون على الدين و الدنيا».
و منذ بدء عصر الغيبة الكبرى تصدى مراجعنا
للإجابة عن أسئلة المؤمنين و استفساراتهم عن أمور دينهم، و ألّفوا في ذلك الكتب و
الرسائل تحت عناوين مختلفة مثل (أجوبة المسائل) أو (جوابات المسائل). و كانت على
الأغلب مجموعة من الأسئلة الواردة من بلد واحد أو من شخص واحد كالمسائل الطرابلسية
و المسائل الرسيّة للسيد المرتضى قدّس سرّه.
و لكن بعد مدة من الزمن ألفت الكتب التي تحوي
الأسئلة المختلفة
فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية
(المحشى)، ص: 9
المتنوعة من البلدان المختلفة و أبرز مثال على
ذلك (جامع الشتات) للميرزا أبي القاسم القمي قدّس سرّه و هو كتاب كبير قيّم جمع
كثيرا من الأسئلة. كما أن للشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري قدّس سرّه كتابا
بعنوان (سؤال و جواب)، و من جملة الكتب الحديثة التي ألّفت بطريقة السؤال و الجواب
موسوعة (صراط النجاة) لآية اللّه العظمى المرجع الديني الميرزا جواد التبريزي دام
ظله و التي وصلت إلى تسعة مجلدات لغاية الآن، و لعله أوسع كتاب في الاستفتاءات.
و من هنا نشأت فكرة تقسيمها إلى موضوعات
مختلفة، و خاصة الموضوعات ذات الابتلاء العام إذ يجد المكلف صعوبة في إيجاد
المسألة التي يريدها في الأجزاء التسعة، و كانت باكورة هذه الفكرة (فقه المؤمنات
من صراط النجاة)، و كتابنا هذا هو الثاني و الذي يخص المرضى- شافاهم اللّه تعالى-
و المسائل الطبية تحت عنوان (فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية).
فجمعنا فيه المسائل التي تخص الإخوة المرضى و
الأطباء ليسهل عليهم الرجوع إلى أحكامهم الفقهية في كتاب واحد، بعد أن كانت
مسائلهم موزّعة ضمن أجزاء موسوعة (صراط النجاة) و (منهاج الصالحين).
فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية
(المحشى)، ص: 10
ملاحظات
1- الأجوبة التي تبدأ ب باسمه تعالى و من
دون ذكر اسم، فهي أجوبة آية اللّه العظمى الميرزا التبريزي دام ظلة لهذه المسائل.
و أما أجوبة آية اللّه العظمى المرحوم السيد
الخوئي قدّس سرّه فهي تبدأ بذكر اسمه الشريف و هي عين فتاوى آية اللّه العظمى
الميرزا التبريزي دام ظله إن لم يكن منه تعليق عليها.
2- لما كانت المسائل الفقهية في منهاج الصالحين
كالأصل للاستفتاءات الواردة في صراط النجاة فقد لا يتضح المراد من الاستفتاء بدون
تلك المسائل لذلك و لزيادة الفائدة ذكرنا مسائل المنهاج أولا ثم الاستفتاء من صراط
النجاة، مضافا إلى بعض الاستفتاءات المتفرقة.
3- التزمنا الترتيب الفقهي المعهود في الرسائل
العملية في أغلب الكتاب إلّا في الموارد التي لم تبحث بعنوان مستقل في الرسائل
العملية بل تحت عناوين أخرى لعدم اختصاصها بالمسائل الطبية، و لما كان كتابنا
مختصا بالمسائل الطبية و المرضى جعلناها تحت عناوين مستقلة.
4- قد تكون بعض العبارات غير مأنوسة أو غير
واضحة، بل قد نجد بعض الاصطلاحات العلمية في الأسئلة أو الأجوبة و هذا ليس ناشئا
من عدم الانتباه من القائمين بهذا العمل، و لكن لما كان التصرف في الألفاظ موجبا
للإخلال بالمطلوب
فقه الأعذار الشرعية و المسائل الطبية
(المحشى)، ص: 11
و تضييع مقصود السائل و المجيب احترزنا عن
التصرف فيها.
5- قد يرد أحيانا استفتاء شبيه باستفتاء آخر و
مع ذلك ذكرنا الاستفتاءين، لكن يجب الإشارة إلى أنه و إن كان الظاهر البدوي هو
أنهما واحد لكن إذا نظرنا بدقة سنجد أن في كل سؤال نكتة خاصة غير موجودة في الآخر.
بالإضافة إلى أن الكثير من هذه الأسئلة هي نماذج و مصاديق و في نظر كثير من الناس
يكون اختلاف المصاديق موجبا لتوهم اختلاف الحكم و لذا ذكرنا الجميع.
و أخيرا لا ننسى أن نشكر جميع من ساهم في انجاز
هذا العمل، و ختاما نسأل اللّه تعالى أن يوفقنا لنشر فقه أهل البيت عليهم السّلام
و أن يتقبل عملنا إنه سميع عليم.
مسلم رضائي دار الصديقة الشهيدة عليها السّلام
|