المالكي يؤكد في كلمته أن العراق يتجه نحو تطورات عديدة إلا أن النظام السابق قد ترك أعباء ودمارا كبيرا لا يستهان به.

 أسئلة مثيرة و أجوبة دبلوماسية.  

في الرابع و العشرين من شهر سبتمبر ايلول لعام 2007  خص رئيس وزراء العراق الدكتور نوري المالكي والوفد المرافق له مركز الإمام الخوئي بزيارة ودية على هامش الاجتماع السنوي لرؤساء و ملوك العالم  المنعقد في مجلس الأمن في نيويورك بين 19 و 26 أيلول سبتمبر. و قد كان في استقباله عند مدخل المركز الشيخ فاضل السهلاني وعدد من وجهاء الجالية العراقية و الإسلامية.

و بعد أداء صلاة المغربين التي أمها فضيلة الشيخ السهلاني رئيس مركز الإمام الخوئي و بعد الأدعية المستحبة جلس السيد نوري المالكي إلى مائدة الافطار محاطاً  ببعض أعضاء الوفد المرافق له ، وفيهم سماحة الشيخ خالد العطية ، النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي ، والأستاذ فؤاد معصوم رئيس الكتلة الكردستانية في مجلس النواب ، والأستاذ السيد صفاء الصافي وزير الدولة لشؤن مجلس النواب ووزير العدل وكالة ، والأستاذ الدكتور علي الدباغ المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية ، والدكتور حامد البياتي ممثل العراق في الأمم المتحدة و ببعض رجال الدين  من مختلف الطوائف ، و من بعدهم عامة المؤمنين الذين جلسوا على أرض واحدة يتبادلون الاحاديث و ينتظرون بشغف إلى كلمة الضيف الذي حل بينهم. ثم توجه السيد المالكي مصحوبا بالشيخ السهلاني و بعض الإداريين في المركز ليطلعوا على نشاطات المركز و على انجازاته فزار المكتبة الرئيسية و زار قاعة الاجتماعات و من ثم توجه الى مدرسة الايمان حيث كانت مديرة المدرسة ،  السيدة إيمان رقة مع خيرة طلاب مدرسة الإيمان بانتظاره فشرحت له عن المدرسة و نشاطاتها و انجازاتها و عن خطط المدرسة المستقبلية و تطلعاتها.

و قد رحب الشيخ السهلاني بكلمة رسمية أمام الحضور في قاعة الصلاة الرئيسة حيث كان مئات من المؤمنين ينتظرون كلمة الضيف. و في بداية كلمة الترحيب سأل المؤمنين أن يتذكرو أولئك الذي قضوا نحبهم في العراق و الذين ما زالوا يعانون في العراق بسورة الفاتحة بعد أن  ذكر قوله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}.  في كلمة الترحيب قدم الشيخ السهلاني نبذة عن حياة المالكي و عن جهاده في عهد صدام حسين و عن كيفية هروبه من حكم الاعدام الذي صدر بحقه الى ايران ومن ثم الى سوريا، و عن نشاطه في حزب الدعوة المعارض آنذاك. و قد ذكر الشيخ السهلاني نبذة عن نشاط والده و جده الذي تبوأ منصب وزيرالمعارف على عهد الملك .

ثم تحدث المالكي عن الظلم الذي عانى منه العراق أيام صدام حسين و عن حجم الخسائر التي لحقت في البلاد جراء تعسف ذاك الحكم و عن البلبلة التي خلفها النظام بعد زواله و أكد للحاضرين أن المهمة ليست سهلة كما يظنها البعض و بأن الصورة ليست سوداوية كما يريها البعض إنما أكد على أن العراق يسير في خطى حثيثة إلى إحلال الامن و إلى أحلال الاستقرار الداخلي. و ذكر المالكي أن الذين فجروا مبني مركز التجارة العالمي في نيويورك هم أنفسهم الذين فجروا القطارات في مدريد و هم نفسهم الذين يفجرون أنفسهم في الجزائر و هم الذين يفجرون السيارات في العراق و أن على جميع الدول أن تقف في صف واحد ضد أيديولوجية الارهاب التي كانت مدعومة من قبل بعض حكومات المنطقة. كما ذكر أن هذه الحكومات قد وعت أن الدمار بدأ يصل إليها و رأت أنه من الضروري مكافحة الأمر قبل أن يكون مستحيلا. و قد أبدى رئيس الوزراء تفاؤله الكبير بتعاون دول الجوار واستيعابها للمشكلة الاساسية الكامنة في الارهاب.

و قد فتح رئيس الوزراء العراقي المجال لأسئلة السادة الحضور التي كانت متنوعة و غزيرة. فمنهم من اشتكى صعوبة زيارة النجف الشريف فوجه له المالكي ممازحا دعوة للسفر معه. وكان صريحا جدا عندما سئل عن جدول انسحاب القوات الأمريكية من العراق فأجاب أن هذا الأمر يرجع إلى من بيده قرار سحب القوات الأمريكية.

وتتاولت الأسئلة التي شملت الحديث عن العنف الطائفي الذي أرجعه المالكي إلى النظام البائد و إلى القاعدة، و عن مستقبل شباب وأطفال العراق و عن المهجرين من العراق و عن تأثير الحكومة الأمريكية على القرار في العراق و عن امكانية اقامة علاقات بين العراق و اسرائيل.

وكانت الأجوبة ما بين مختصر و مطول إلا أن المالكي اتسم بسعة صدره لكل من سأل و منح بعض السائلين فرصة رغم ايحاء المنظمين بانتهاء الوقت.

ومن ثم قدم الشيخ السهلاني لوحة تذكارية كتب عليها شكر خاص من مؤسسة الامام الخوئي الخيرية الى السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق لما يبذله من جهد مضن و مميز من أجل العراق و العراقيين. كما قدم الشيخ نسخة من المصحف الشريف الى السيد رئيس الوزراء هدية ،  فقبلها ووضعها على رأسه. كما قدمت هدايا رمزية للوفد المرافق .

ثم تم توديع المالكي والوفد المرافق له بنفس الحفاوة التي استقبل بها