الحروف الشمسيّة والقمريّة - فروع في المقام 

الكتاب : المستند في شرح العروة الوثقى-الجزء الرابع : الصلاة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 5048


ــ[444]ــ

   [ 1543 ] مسألة 51 : يجب إدغام اللاّم مع الألف واللاّم في أربعة عشر  حرفاً  وهي التاء، والثاء، والدال، والذال، والراء، والزاي ، والسين ، والشين والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، واللاّم، والنون، وإظهارها في بقيّة الحروف فتقـول في (الله) ، و (الرّحمن) ، و (الرّحيم) ، و (الصراط) ، و (الضالين) ، مثلاً بالادغام ، وفي (الحمد) ، و (العالمين) ، و (المستقيم)، ونحوها بالاظهار (1) .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

متداولة . على أنّ متن الخبر لا يخلو عن شيء ، فانّ الأنسب أن يقال : إن كان ابن مسعود لم يقرأ إلخ ، دون «لا يقرأ» لظهور الثاني في زمان الحال(1) وأن ابن مسعود حيّ حاضر مع أن زمانه متقدم عليه (عليه السلام) بكثير .

   وقد تحصّل من جميع ما قدّمناه : أنّ الأقوى جواز القراءة بكل ما قام التعارف الخارجي عليه ، وكان مشهوراً متداولاً بين الناس ، كي لا تحصل التفرقة بين المسلمين ، ولا شك أنّ المشهور غير منحصر في السبع المعهودة ، فلا خصوصية ولا امتياز لها من بين القراءات أبداً ، فكل معروف يجزئ وإن كان من غير السبع ، فالعبرة بما يقرأه الناس وإن كان الاختلاف من جهة اختلاف البلدان كالبصرة والكوفة ونحوهما .

   (1) إذا دخل حرف التعريف على أحد الحروف الشمسية اُدغم فيها وهي أربعة عشر : التاء والثاء من أوائل حروف التهجي واللاّم والنون من آخرها والدال وما بعدها إلى الظاء . وإذا دخل على ما عداها من بقية الحروف وهي المسـمّاة بالحروف القمرية وجب الاظهار فتقول مثلاً: الصراط والضالين بالادغام والحمد والعالمين بالاظهار ، والمستند فيه دخل ذلك في صحة اللفظ العربي كما تشهد به الاستعمالات الدارجة بينهم بحيث لو اُبدل فاُدغم في مورد الاظهار أو

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بل في الماضي كالأوّل، والدال عليه هو (كان) قال تعالى (إنّهُ كانَ لايُؤمِنُ بِاللهِ العَظِيمِ )[ الحاقة 69 : 33 ] وقال تعالى (أَوَلَو كانَ آبَاؤُهُم لا يَعلَمُونَ شَيئاً ) [ المائدة 5 : 104 ] .

ــ[445]ــ

   [ 1544 ] مسألة 52: الأحوط الادغام في مثل: اذهب بكتابي، ويدرككم ممّا اجتمع المثلان في كلمتين مع كون الأوّل ساكناً، لكن الأقوى عدم وجوبه(1).

   [ 1545 ] مسألة 53 : لا يجب ما ذكره علماء التجويد من المحسّنات (2) كالإمالة ، والإشباع ، والتفخيم ، والترقيق ، ونحو ذلك ، بل والإدغام غير ما ذكرنا ، وإن كان متابعتهم أحسن .

   [ 1546 ] مسألة 54 : ينبغي مراعاة ما ذكروه من إظهار التنوين والنون الساكنة، إذا كان بعدهما أحد حروف الحلق ، وقلبهما فيما إذا كان بعدهما حرف الباء ، وإدغامهما إذا كان بعـدهما أحد حروف يرملون ، وإخفاؤهما إذا   كان بعدهما بقيّة لحروف ، لكن لا يجب شيء من ذلك حتى الإدغام في يرملون كما  مرّ.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالعكس عدّ لحناً في الكلام ، وكان من الأغلاط كما لا يخفى فليتأمل .

   (1) لعدم ثبوت وجوب الادغام في مثل المقام بمثابة يوجب الاخلال به اللحن في كلام العرب .

   (2) فانّ ما ذكروه من القواعد التجويدية كالإمالة والإشباع والتفخيم والترقيق كلّها من محسّنات الكلام وليست دخيلة في الصحة ، وكذا ما ذكروه من الحالات الأربع للتنوين أو النون الساكنة ، من الإظهار فيما إذا وقع بعدهما أحد حروف الحلق ، وهي الهمزة ، والهاء ، والحاء ، والخاء ، والعين ، والغين . والقلب فيما إذا وقع بعدهما حرف الباء ، والإدغام فيما إذا كان الواقع أحد حروف يرملون مع مراعاة الغنّة فيما عدا اللاّم والراء ، والاخفات لو كان الواقع بقية الحروف ، فانّ هذه كلّها من محسّنات الكلام الفصيح فلا تجب مراعاتها بعد أداء الكلمة صحيحة وإن كان الأحسن ذلك(1) . ومنه يظهر الحال في المسألة الآتية .

 ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا على إطلاقه بحيث يتناول الادغام الكبير ـ وهو إدراج المتحرك بعد الاسكان في    المتحرك متماثلين أو متقاربين في كلمة : كسلككم وخلقكم ، أو كلمتين : كيعلم ما بين أيديهم ، ومن زحزح عن النار ـ مشكل بل ممنوع كما نبّه عليه جملة من أعلام المحققين ومنهم سيدُنا الاُستاذ (دام ظله) في المسألة 279 من المسائل المنتخبة حيث قال : إنّ بعضاً منها لا يخلو عن إشكال كالادغام في كلمتي سلككم وخلقكم بادغام الكاف أو القاف في الكاف .

ــ[446]ــ

   [ 1547 ] مسألة 55 : ينبغي أن يميّز بين الكلمات ، ولا يقرأ بحيث يتولّد بين الكلمتين كلمة مهملة كما إذا قرأ (الحمد لله) . بحيث يتولد لفظ دلل ، أو تولد من (لله رب) لفظ (هرب) وهكذا في (مالك يوم الدين) تولد (كيو) وهكذا في بقية الكلمات ، وهذا معنى ما يقولون إنّ في الحمد سبع كلمات مهملات وهي : دلل ، وهرب ، وكيو ، وكنع ، وكنس وتع ، وبع .

   [ 1548 ] مسألة 56 : إذا لم يقف على (أحد) في (قل هو الله أحد) ووصله بـ  (الله الصمد) يجوز أن يقول : أحد الله الصمد ، بحذف التنوين من أحد ((1)) وأن يقول : أحدن الله الصمد ، بأن يكسر نون التنوين (1) وعليه ينبغي أن يرقق اللام من الله ، وأما على الأوّل فينبغي تفخيمه كما هو القاعدة الكلية من تفخيمه إذا  كان قبله مفتوحاً أو مضموماً ، وترقيقه إذا كان مكسوراً .

   [ 1549 ] مسألة 57 : يجوز قراءة مالك وملك يوم الدين ، ويجوز في الصراط بالصاد والسين ، بأن يقول : السراط المستقيم وسراط الذين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   (1) أمّا الوجه الثاني، فلا إشكال في صحته وأ نّه على القاعدة ، فيكسر النون من أجل التقاء الساكنين كما هو ظاهر .

   وأمّا الوجه الأوّل، فصحته لا تخلو من إشكال ، بعد مخالفته للقاعدة المقتضية

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فيه إشكال والأحوط عدم الحذف .

ــ[447]ــ

   [ 1550 ] مسألة 58 : يجوز في (كفواً أحد ) أربعة وجوه : كفُؤاً بضم الفاء وبالهمزة، وكفْؤاً بسكون الفاء وبالهمزة وكفواً بضم الفاء وبالواو، وكفْواً بسكون الفاء وبالواو وإن كان الأحوط ترك الأخيرة (1) .

   [ 1551 ] مسألة 59 : إذا لم يدر إعراب كلمة أو بناءها أو بعض حروفها أ نّه الصاد مثلاً أو السين أو نحو ذلك ، يجب عليه أن يتعلّم ، ولا يجوز له أن يكرِّرها بالوجهين((1)) لأنّ الغلط من الوجهين ملحق بكلام الآدميين (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للزوم إظهار التنوين، فحذفه لا دليل عليه ، وإن نسب الطبرسي(2) إلى أبي عمرو الذي هو أحد القرّاء أ نّه قرأ كذلك ، لكنّه لم يثبت ، فلم يحرز أ نّه من القراءة المتعارفة . ومعه يشكل الحكم بالإجزاء .

   نعم ، ربما يسقط لدى الضرورة كما في الشعر ، وكذا يسقط عن العلم الواقع بعده لفظ الابن فيقال : علي بن أبي طالب ، ومحمد بن عبدالله ، بحذف التنوين لثقله حينئذ . وأمّا فيما عدا ذلك فالسقوط على خلاف القاعدة، وعليه فالأحوط لزوماً اختيار الوجه الثاني فقط .

   (1) الوجوه الثلاثة الاُول ، أعني كفؤاً بالهمزة مع ضم الفاء وسكونه ، وكفواً مع ضم الفاء ، كل منها قد ثبتت قراءتها ، بل هي معروفة متداولة فلا ريب في إجزائها ، وأمّا الوجه الأخير ، أعني مع الواو وسكون الفاء ، فهو وإن نسب إلى بعضهم لكنه لم يثبت ، فالأحوط تركه كما ذكره في المتن .

   (2) حكم (قدس سره) حينئذ بوجوب التعلم وعدم جواز تكرار الكلمة

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في إطلاقه منع ظاهر .

(2) مجمع البيان 10 : 856 .

ــ[448]ــ

   [ 1552 ] مسألة 60 : إذا اعتقد كون الكلمة على الوجه الكذائي(1) من حيث الإعراب أو البناء أو مخرج الحرف ، فصلى مدّة على تلك الكيفية ، ثم تبين له كونه غلطاً ، فالأحوط الإعادة أو القضاء ، وإن كان الأقوى عدم الوجوب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالوجهين ، لأنّ الغلط من أحدهما ملحق بكلام الآدميين وموجب للبطلان .

   وهذا الذي أفاده (قدس سره) إنّما يتم فيما إذا كان الوجه الآخر غلطاً في كلام العرب ، وأمّا إذا كانت الكلمة صحيحة على التقديرين غير أ نّه لم يعلم أنّ القرآن المنزل أيّ منهما ، كاعراب الرّحمن الرّحيم ، حيث يجوز في الصفة وجوه ثلاثة باعتبارات مختلفة، وكل منها صحيح في لغة العرب ، لكنّه لم يدر أنّ المنزل على النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أيّ منها ، فلا مانع حينئذ أن يقصد بأحد الوجهين أو الوجوه ما هو القرآن وبما عداه ذكر الله(1) . فما أفاده في المتن لا يتم على إطلاقه .

   (1) حكم (قدس سره) بعدم وجوب الاعادة ولا القضاء في من اعتقد صحة كلمة وصلّى مدة على تلك الكيفية ثم تبيّن لحنها ، وإن كان ذلك أحوط .

   وما ذكره (قدس سره) هو الصحيح ، عملاً بحديث لا تعاد ، بناءً على ما هو الأقوى من عدم اختصاصه بالناسي وشموله للجاهل القاصر الذي يرى صحة عمله ولا يحتمل الخلاف . نعم ، إذا كان مقصِّراً وإن اعتقد الصحة ، أو كان ملتفتاً متردِّداً ومع ذلك صلّى ، فالأظهر البـطلان حينئذ ، لعدم شمول الحديث لمثل ذلك . وسيجيء تمام الكلام في مبحث الخلل إن شاء الله تعالى .

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا إنّما يسـتقيم فيما إذا كان ما عداه مصداقاً لذكر الله ، وليس كل القرآن كذلك كما لا يخفى .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net