الروايات المعارضة - سيرة المسلمين 

الكتاب : البيان في تفسـير القرآن - خطبـة الكتاب   ||   القسم : التفسير   ||   القرّاء : 4385


ــ[446]ــ

الروايات المعارضة:
وليس بازاء هذه الروايات إلا روايتان دلَّتا على عدم جزئية البسملة للسورة:
1 ـ إحداهما رواية قتادة عن أنس بن مالك، قال:
صلِّيت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (1).
2 ـ ثانيتهما: ما رواه ابن عبدالله بن مغفل يزيد بن عبدالله، قال:
"سمعني أبي وأنا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بني! إياك قال: ولم أرَ أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان أبغض إليه حدثاً في الإسلام منه، فإني قد صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع أبي بكر وعمر، ومع عثمان فلم أسمع أحداً منهم يقولها فلا تقلها، إذا أنت قرأت فقل: الحمد لله رب العالمين"(2).
والجواب عن الرواية الأولى: مضافاً إلى مخالفتها للروايات المأثورة عن أهل البيت (عليهم السلام): أنها لا يمكن الاعتماد عليها من وجوه:
الوجه الأول: معارضتها بالروايات المتواترة معنى، المنقولة عن طرق أهل السنة، ولا سيما أن جملة منها صحاح الأسانيد، فكيف يمكن تصديق هذه الرواية؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح مسلم: كتاب الصلاة، رقم الحديث: 605، ومسند أحمد: باقي مسند المكثرين، رقم الحديث: 12345 و13386.
(2) سنن ابن ماجة: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، رقم الحديث: 807 مسند أحمد مسند المدنيين، رقم الحديث: 16184. ورواه الترمذي: 2/ 43 باختلاف يسير، باب ما جاء في ترك الجهر بالبسملة رقم الحديث 227.

ــ[447]ــ

مع شهادة ابن عباس، وأبي هريرة، وأمّ سلمة على أن رسول الله كان يقرأ البسملة وبعدها آية من الفاتحة، وإن ابن عمر كان يقول: لم كتبت إن لم تقرأ!" وإن علياً (عليه السلام) كان يقول: "من ترك قراءتها فقد نقص" وكان يقول: "هي تمام السبع المثاني"(1).
الوجه الثاني: مخالفتها لما اشتهر بين المسلمين من قراءتها في الصلاة، حتى أن معاوية تركها في صلاته في يوم من أيام خلافته، فقال له المسلمون: "أسرقت أم نسيت؟"(2).
ومع هذا كيف يمكن التصديق بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومَن بعده لم يقرؤوها! الوجه الثالث: مخالفتها لما استفاض نقله عن أنس نفسه(3) فالرواية موضوعة ما في ذلك من شك.
والجواب عن الرواية الثانية: وهي رواية ابن عبدالله بن مغفل - يظهر مما تقدم في الجواب عن الرواية الأولى، على أنها تضمنت ما يخالف ضرورة الإسلام، فانه لا يشك أحد من المسلمين في استحباب التسمية قبل الحمد والسورة، ولو بقصد التيمن والتبرك، لا لأن البسملة جزء فكيف ينهى ابن مغفل عنها بدعوى أنها حدث في الإسلام؟!
3 ـ سيرة المسلمين:
لقد استقرت سيرة المسلمين على قراءة البسملة في أوائل السور غير سورة براءة، وثبت بالتواتر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقرؤها، ولو لم تكن من القرآن للزم
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر التعليقة رقم (16) للوقوف على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقرأ البسملة في كل صلاة، ثم توجيه رواية اْنس ـ في قسم
التعليقات.
(2) انظر التعليقة رقم (15) قصة نسيان معاوية لقراءة البسملة واعتراض المسلمين عليه في قسم التعليقات.
(3) انظر التعليقة رقم (16) للوقوف على أن النبي(ص) كان يقرأ البسملة في كل صلاة، ثم توجيه رواية أنس ـ في قسم التعليقات.

ــ[448]ــ

على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أن يصرح بذلك، فإن قراءته - وهو في مقام البيان - ظاهرة في أن جميع ما يقرأ قران، ولو لم يكن بعض ما يقرأ قرآناً ثم لم يصرح بذلك لكان ذلك منه إغراء منه بالجهل وهو قبيح، وفي ما يرجع إلى الوحي الإلهي أشد قبحاً، ولو صرّح الرسول (صلى الله عليه وآله) بذلك لنقل إلينا بالتواتر مع أنه لم ينقل حتى بالآحاد.




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net