ارتفاع كراهة أكل الجنب بالوضوء - معنى الوضوء في الرّوايات الآمرة بالوضوء قبل الطّعام 

الكتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى-الجزء الرابع:الطهارة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 6424


ــ[465]ــ

وإمّا شرط في جوازه كمس كتابة القرآن (1) أو رافع لكراهته كالأكل (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(عليه السلام) قال : «سألته : أقرأ المصحف ثم يأخذني البول فأقوم فأبول وأستنجي وأغسل يدي وأعود إلى المصحف فأقرأ فيه ؟ قال : لا ، حتى تتوضّأ للصلاة» (1) ورواية الصدوق في الخصال في حديث الأربعمائة عن علي (عليه السلام) «لا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهر «طهور» حتى يتطهّر»(2) وفيما رواه أحمد بن فهد في عدة الداعي «أن قراءة القرآن متطهراً في غير صلاة خمس وعشرون حسنة ، وغير متطهر عشر حسنات» (3) .

   نعم ، الاستدلال بهذه الأخبار على استحباب التوضؤ لقراءة القرآن مبني على التسامح في أدلّة السنن ، لضعف أسانيدها . ثم إن مقتضى الروايتين السابقتين وإن كان كراهة القراءة على غير وضوء لا استحبابها مع الوضوء ، إلاّ أنهما تدلاّن على أن القراءة من غير وضوء أقل ثواباً من القراءة مع الوضوء لوضوح أن القراءة على غير وضوء إذا كانت مكروهة فالقراءة مع الوضوء أفضل وأكمل منها من غير وضوء فالنتيجة أن القراءة مع الوضوء أكمل وأكثر ثواباً من غيره .

   (1) كما يأتي عليه الكلام (4) .

   (2) الظاهر أن في العبارة سقطاً ، والصحيح : كالأكل للجنب ، أو أن المراد بها بيان مورد الكراهة على سبيل الموجبة الجزئية ، وذلك لعدم دلالة الدليل على كراهة الأكل قبل التوضؤ إلاّ بالاضافة إلى الجنب كما يأتي في محله ، وأما ما في جملة من الأخبار من أن الوضوء قبل الطعام وبعده يذيبان الفقر(5) أو أنهما يزيدان في الرزق(6) وأن من سرّه أن يكثر خير بيته فليتوضّأ عند حضور طعامه (7) وغير ذلك من المضامين الواردة في

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الوسائل 6 : 196 / أبواب قراءة القرآن ب 13 ح 1 .

(2) الوسائل 6 : 196 / أبواب قراءة القرآن ب 13 ح 2 .

(3) الوسائل 6 : 196 / أبواب قراءة القرآن ب 13 ح 3 .

(4) في ص 473 .

(5) ، (6) ، (7) الوسائل 24 : 334 / أبواب آداب المائدة ب 49 ح 1 ، 2 ، 3 .

ــ[466]ــ

الأخبار ، فلا دلالة له على كراهة الأكل قبل الوضوء ، لأنها لو دلت فانما تدل على استحباب الوضوء قبل الطعام وبعده . على أن المراد بالوضوء في تلك الروايات ليس هو الوضوء بالمعنى المصطلح عليه وإنما المراد به هو المعنى اللغوي أعني التنظيف والاغتسال والقرينة على ذلك اُمور :

   منها : ما دلّ على أن التوضّؤ جميعاً بعد الطعام أمر فارق بين المشركين والمسلمين كصحيحة الوليد قال : «تعشينا عند أبي عبدالله (عليه السلام) ليلة جماعة فدعى بوضوء فقال : تعال حتى نخالف المشركين نتوضأ جميعاً» (1) وذلك لبداهة أن المشركين لا يتوضّؤون ـ بالمعنى المصطلح عليه ـ فرادى بعد الطعام ، ليكون التوضّؤ جميعاً بعد العشاء خلافاً للمشركين .

   ومنها : الترغيب والحث على التوضؤ بعد الطعام جميعاً في طشت واحد كما في جملة من الروايات منها : الرواية المتقدِّمة ، ومنها : رواية الفضل بن يونس قال : «لما تغدى عندي أبو الحسن (عليه السلام) وجيء بالطشت بدأ به وكان في صدر المجلس فقال : ابدأ بمن على يمينك فلما توضأ واحد أراد الغلام أن يرفع الطشت ، فقال له أبو الحسن (عليه السلام) : دعها واغسلوا أيديكم فيها» (2) وما رواه البرقي في المحاسن عن عبدالرحمن بن أبي داود قال : «تغدينا عند أبي عبدالله (عليه السلام) فأتى بالطشت فقال : أما أنتم يا أهل الكوفة فلا تتوضؤون إلاّ واحداً واحداً ، وأما نحن فلا نرى بأساً أن نتوضّأ جماعة قال : فتوضأنا جميعاً في طشت واحد» (3) . والوجه في الاستشهاد بها أن التوضّؤ بالمعنى المصطلح عليه لم يثبت وجوبه ولا رجحانه قبل الطـعام أو بعده لعدم دلالة دليل عليه فلا معنى للحث عليه جماعة في طشت واحد والترغيب إلى تركه منفرداً ، اللّهمّ إلاّ أن يراد به معناه اللغوي وهو المدعى .

   ومنها : الأخبار الدالّة على أن صاحب المنزل أول من يتوضأ قبل الطعام وآخر من يتوضّأ بعده ، كرواية محمّد بن عجلان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : «الوضوء

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ، (2) ، (3) الوسائل 24 : 342 / أبواب آداب المائدة ب 51 ح 4 ، 2 ، 3 .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net